البرهان: لا سلام في السودان دون تفكيك الدعم السريع
ورسالة مباشرة لواشنطن

دعا رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الولايات المتحدة وحلفاء بلاده الإقليميين إلى اتخاذ خطوات “حاسمة ومباشرة” لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة الآلاف وهدد استقرار المنطقة.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أكد البرهان أن أي عملية سلام أو تسوية سياسية لن تكون ممكنة ما لم يتم تفكيك ميليشيا الدعم السريع، التي حمّلها مسؤولية اندلاع الحرب وارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين.
أشاد البرهان بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو بشأن الأزمة السودانية، معتبرًا أنها تمثل “موقفًا واضحًا من الطرف المسؤول عن إشعال الصراع”، مشددًا على أن الشعب السوداني يرى هذه التصريحات خطوة أولى يجب أن تتبعها إجراءات ملموسة.
كما ثمن جهود السعودية والولايات المتحدة في رعاية مبادرات وقف إطلاق النار، واصفًا إياها بأنها “جهود صادقة لإنهاء نزيف الدم”.
قدّم البرهان رؤيته لجذور الأزمة، مؤكدًا أن ما حدث في أبريل 2023 كان “تمردًا عسكريًا” نفذته قوات الدعم السريع، بعد حشد قواتها سرًا في الخرطوم والسيطرة على مواقع استراتيجية قبل مهاجمة الدولة والجيش.
واتهم الميليشيا بارتكاب جرائم وانتهاكات خطيرة، بينها القتل الجماعي والعنف الجنسي، مستندًا إلى تقارير أممية ودولية وثّقت مقتل آلاف المدنيين في مدينة الفاشر نهاية أكتوبر.
أشار البرهان إلى أن الفرصة الوحيدة المتاحة لأفراد الدعم السريع هي دمج بعض عناصرهم وفق شروط مهنية صارمة داخل الجيش، لكنه شدد على أن السلام الحقيقي لا يُبنى على “تسويات هشة”.
حذر البرهان من أن الصراع أصبح تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، خاصة في البحر الأحمر ومنطقة الساحل، مشيرًا إلى أن المصالح الأمريكية ليست بمنأى عن الخطر، مستشهدًا بحوادث طالت دبلوماسيين ومنشآت أمريكية.
أكد البرهان التزام الجيش بالانتقال إلى الحكم المدني رغم تعطل المسار بسبب الحرب، مشددًا على أن السودانيين يستحقون اختيار قيادتهم. واختتم بدعوة صريحة لواشنطن قائلاً:”نطلب موقفًا واضحًا بين دولة تحمي شعبها وميليشيا متهمة بجرائم إبادة… فالحقيقة اليوم هي أقوى حليف للسودان”.


تعليقات 0