27 نوفمبر 2025 17:15
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

أخناتون بين الدين والسياسة: تجربة التوحيد الفاشلة في مصر القديمة

يبقى الملك المصري القديم أخناتون أحد أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل، بعد أن قاد ما يوصف بـ”ثورة دينية” في مصر القديمة، حول عبادة إله واحد، آتون، مركزاً السلطة الدينية والسياسية بيديه.

تبنى أخناتون ما يصفه بعض المؤرخين بـ”توحيد زائف”، إذ ألغى عبادة الآلهة المتعددة، ووجّه كل مظاهر العبادة نحو آتون، ممثلاً في قرص الشمس.

لكن التساؤل الذي يثير الاهتمام حتى اليوم: هل كانت هذه خطوة عقائدية حقيقية، أم مجرد أداة سياسية لتقويض نفوذ كهنة آمون وتعزيز سلطته الملكية؟

ويشير عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير إلى أن إنشاء العاصمة الجديدة “أخت آتون” (تل العمارنة حالياً) كان رمزاً لنقل السلطة بعيداً عن مركز القوى التقليدي في طيبة، حيث سعى أخناتون لإخضاع الشعب لسلطة المعبود الواحد والملك معاً.

يرى البعض أن أخناتون كان مؤسس التوحيد الأول، يسعى لتغيير الفكر الديني وتعميق الروحانية عبر عبادة إله واحد.

بينما يصفه آخرون بأنه “موحد زائف”، استخدم الدين لتقليص نفوذ الكهنة وتحقيق أغراض سياسية.

ويذهب فريق ثالث إلى أن المحاولة كانت توحداً كونيًا بغطاء سياسي، لكنها فشلت في فرض نفسها بعد وفاة الملك.

ومقارنةً بتجربة التوحيد في الإسلام، يوضح عبد البصير أن توحيد أخناتون كان مرتبطاً بالسلطة السياسية والسيطرة على موارد الدولة، بينما جاء توحيد الإسلام شاملاً، يربط الفرد مباشرة بالله دون وسطاء، ويقوم على قيم العدالة والمساواة والحرية.

وبعد وفاة أخناتون، عادت مصر إلى عبادة الآلهة التقليدية، مؤكدة أن تجربة التوحيد لم تستطع الصمود أمام إرادة الشعب والتقاليد الراسخة، وبقيت شخصية أخناتون إرثاً مثيراً للنقاش بين الأسطورة والواقع، كرمز لمحاولة سياسية جريئة باستخدام الدين.