«مشهد بطولي».. القصة الكاملة لابن قرية بالوظة الذي ضحى بحياته لإنقاذ 13 طالبة من الغرق

في واقعة مؤلمة تختلط فيها البطولة بالفاجعة، شهدت قرية بالوظة التابعة لمركز القنطرة شرق بالإسماعيلية حادثا صادما بعدما سقطت حافلة تقل مجموعة من الطالبات داخل مصرف زراعي، لتتحول اللحظات العصيبة إلى مشهد بطولي قدم فيه شاب ثلاثيني حياته ثمنا لإنقاذ 13 طالبة وسائق الحافلة.
لم يفكر أو يتردد، بل اندفع نحو الخطر بدافع إنساني نادر، لينقذ أرواحا كان يمكن أن تذهب لولا شجاعته، قبل أن يغلبه الماء ويبتلعه المصرف في مشهد ترك القرية بأكملها في حالة من الحزن والفخر في آن واحد.
تفاصيل الحادث
أفادت المعلومات الأولية بأن حافلة تقل 13 طالبة تدرس في إحدى الجامعات الخاصة انزلقت، وسقطت داخل مصرف زراعي بقرية بالوظة الواقعة بين محافظتي الإسماعيلية وشمال سيناء.
وبينما سادت لحظة الذعر داخل المياه، هرع شاب كان يعمل في أرض زراعية مجاورة نحو الحافلة فور رؤية الحادث، دون أن يعبأ بخطر الغرق أو قوة المياه التي جذبت المركبة إلى الداخل.
محاولة الإنقاذ
تمكن الشاب من الوصول إلى الحافلة وفتح أحد أبوابها، وبدأ في إخراج الطالبات واحدة تلو الأخرى، كما ساعد السائق على الخروج.
وبينما كانت الفتيات ينجون من الموت المحقق، كانت المياه تزداد اندفاعا داخل المركبة، ومع ذلك واصل الشاب جهده حتى أنقذ الجميع. لكنه عندما حاول الخروج لاحقا، كانت المياه قد غمرت الحافلة بالكامل، لتنغلق عليه داخلها، ويغرق بعد لحظات من استنزاف قوته في عملية الإنقاذ.
تحرك الأجهزة الأمنية
تلقت الأجهزة الأمنية إخطارا يفيد بغرق شاب داخل المصرف، وعلى الفور انتقلت إلى موقع الحادث لمعاينة المكان وتحديد الملابسات. وشهدت المنطقة تجمعا كبيرا من الأهالي الذين صدمهم رحيل الشاب، واعتبروه بطلا حقيقيا ضحى بحياته من أجل إنقاذ الآخرين.
شهادات من موقع الحادث
أكد شهود العيان أن الشاب لم يكن يجيد السباحة، ورغم ذلك لم يتردد لحظة في القفز إلى الماء.
وصفوه بأنه اندفع بجرأة قلب لا يعرف الخوف، وفتح باب الحافلة بجهد كبير رغم ضغط المياه، ليتيح للفتيات والسائق فرصة النجاة. لكن المياه ابتلعت المركبة بالكامل قبل أن يتمكن من الوصول إلى بر الأمان.
رحيل صادم
رحل الشاب وهو يقدم درسا في الإنسانية والشجاعة، تاركا خلفه مشهدا تحكيه القرية للأجيال باعتزاز وحزن.
فقد أنقذ ثلاثة عشر روحا، وكتب اسمه بعمل نبيل سيظل خالدا في ذاكرة كل من سمع بالقصة، بعد أن أنقذ ثلاث عشرة فتاة قبل أن يبتلعه المصرف.


تعليقات 0