أسوان.. جزر ونيل وصخور عتيقة تتحول إلى لوحات طبيعية ساحرة تجذب العالم

في اللحظة التي يخطو فيها الزائر أرض أسوان، تنفتح أمامه مشاهد طبيعية تأسر العين والروح، عالم صنعته الطبيعة بيدها، حيث تتناثر الجزر النيلية وسط مجرى النيل، وتتخللها صخور جرانيتية عتيقة يُقدَّر عمر بعضها بملايين السنين، لتصبح شهادة جيولوجية حية تحكي تاريخ الأرض منذ فجر الحياة.
وتكشف الدراسات العلمية أن صخور أسوان من أقدم التكوينات الجرانيتية في العالم، نشأت بفعل النشاط البركاني العميق داخل القشرة الأرضية قبل أن تبرد وتتماسك تدريجيًا، وعبر ملايين السنين، تعرضت لعوامل التعرية من مياه النيل والرياح وارتفاع درجات الحرارة، فتم نحتها لتظهر اليوم كقطع فنية طبيعية لا يقدر على تكرارها إلا الزمن نفسه.
وتزداد روعة هذه التكوينات بوجودها وسط مجرى النهر، خصوصًا بين خزان أسوان والسد العالي، حيث تتعانق المياه الهادئة مع الصخور العملاقة، مشكلة مشاهد أقرب ما تكون للوحات فنية مرسومة بدقة. ومع اعتدال الطقس في فصلي الشتاء والربيع، تشهد المراكب واللنشات السياحية إقبالًا متزايدًا من الزوار الذين يصفون الرحلة بالنيلية بأنها أشبه بجولة داخل متحف طبيعي مفتوح.
ولا يقتصر جمال هذه المشاهد على البُعد البصري، بل أسهمت أيضًا في تعزيز الحركة السياحية في المحافظة، حيث أصبحت صور الجزر والصخور الجرانيتية علامات بصرية عالمية مرتبطة باسم أسوان، فيما يسهم توثيق الزوار لهذه المشاهد عبر الكاميرات والهواتف في ترويج سياحي مجاني يدعم حضور المحافظة على خريطة السياحة العالمية، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالسياحة البيئية.
ومع كل زيارة جديدة، تتكشف أمام السائحين جوانب أخرى من جمال هذه الصخور التي تمثل إرثًا طبيعيًا فريدًا يجمع بين التاريخ والجغرافيا والفن، لتؤكد مكانة أسوان كواحدة من أجمل المدن المطلة على نهر النيل، ووجهة أساسية للباحثين عن الهدوء والمصورين العالميين.


تعليقات 0