4 ديسمبر 2025 19:30
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إمحوتب.. مهندس وطبيب فرعوني سبق عصره بآلاف السنين وابتكر أول هرم حجري في التاريخ

يُعد إمحوتب واحدًا من أعظم الشخصيات في التاريخ المصري القديم، إذ جمع بين العبقرية الهندسية والفكر الطبي والسياسي، كونه مهندسًا معماريًا وطبيبًا ووزيرًا في عهد الملك زوسر حوالي 3150 ق.م.

ويشتهر إمحوتب بتصميم الهرم المدرج في سقارة، أول مبنى حجري ضخم في تاريخ الإنسانية.

لم يقتصر تأثير إمحوتب على العمارة، بل كان له دور بارز في تطوير الطب المصري القديم، حيث اعتُبر فيما بعد إلهاً للعلم ومؤسسًا لعلوم الطب والفنون الهندسية. ويُعتقد أنه أسس طائفة من المهندسين الذين أبدعوا في بناء أعظم المعالم العمرانية في مصر.

وقد استخدم إمحوتب الحجر الجيري بمهارة فائقة في بناء معبد الهرم المدرج وقبر الملك زوسر، مما جعل هذا الصرح شاهداً على براعة المصريين القدماء في استخدام المواد الطبيعية وتقنيات البناء المتقدمة.

أما عن طريقة بناء الهرم المدرج، فقد بدأ إمحوتب بمصطبة أساسية من الحجر الجيري، تلتها مصاطب متتالية أصغر حجمًا حتى بلغ عددها سبعًا، لتشكل الهرم المدرج المعروف اليوم.

وكان الهدف من هذا التصميم السماح للشمس بأن تشرق على القبر من جميع الجهات، تكريمًا للإله الأعظم في ذلك العصر، “آتوم”، الذي أصبح لاحقًا إله الشمس.

وقد كشفت البحوث الأثرية عن حجرتين تحت الهرم مرصعتين بألواح من القيشاني الأزرق، ذات مهارة فائقة في الإعداد والتركيب، وهي دليل على تقدم الفنون الهندسية في ذلك العصر.

كما عُثر على مقابر وممرات مزينة بلوحات من القاشاني تحمل نقوشًا لأسماء الملك زوسر، ما يؤكد أن هذه التحف الفنية كانت جزءًا أصيلًا من التراث الفرعوني الأصيل.

يظل إمحوتب رمزًا للابتكار والمعرفة في مصر القديمة، ومثالًا على العبقرية التي سبقت عصرها بآلاف السنين، مجسدة في أول بناء حجري ضخم وأعظم إرث معماري تركه القدماء للبشرية.