9 ديسمبر 2025 11:00
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بلبل الإذاعة الأولى وصاحب الأغنية الخالدة.. ذكرى رحيل عبد الغني السيد

تمر اليوم الذكرى على رحيل صوتٍ أذاعته الميكروفونات لأول مرة في مصر، إنه المطرب عبد الغني السيد، الذي غُيّب عن عالمنا في التاسع من ديسمبر عام 1962.

لُقب الفنان الراحل بعدة ألقاب منها “معبود النساء” و”جلاد القلوب” و”البلبل الباكي”، وذلك لوسامته وصوته الرخيم الذي طالما أسر المستمعين.

وُلد عبد الغني السيد، واسمه الكامل عبد الغني السيد محمد سرور، في عام 1908، وعانى في صغره من طفولة قاسية تحت رعاية زوجة أبيه. لم يحظَ بتعليم نظامي، وبدأ العمل وهو في الثالثة عشرة من عمره في تلميع الأثاث بأجر يومي بسيط.

غير أن منعطفاً مهماً حدث حين لفتت وسامته وصوته انتباه أحد زبائن المحل، وهو الموسيقار زكي مراد والد الفنانة ليلى مراد، الذي أدخله إلى عالم الفن واصطحبه إلى كبار الملحنين وأصحاب المسارح مثل منيرة المهدية.

يعد عبد الغني السيد أول مطرب غنى في الإذاعة المصرية منذ افتتاحها عام 1934، وقد حصل على المركز الأول في استفتاء مجلة “الإثنين” عام 1937 لأحسن صوت، متقدماً على زميله محمد عبد الوهاب الذي حل ثانياً.

وبعد لقائه مع الموسيقار رياض السنباطي في بداياته، سجل أول أسطوانة له بأغنية “نسيتِ حبي بعد اللي كان”، لينطلق بعدها إلى الشهرة الواسعة.

من بين أشهر أغانيه التي لا تزال خالدة في الذاكرة: “أنا وحدى يا ليل سهران”، “بحبك مهما أشوف منك”، “ليه يا جميل يا اللي بعادك طال”، و”الحلو شاورلي بمنديله”، بالإضافة إلى الأغنية الشهيرة “ولا يا ولا ارحمني ياولا” التي قدمها في فيلم “شارع محمد علي” وأصبحت علامة في الأفراح.

وقد شارك في 16 فيلماً سينمائياً بدأها بـ “وراء الستار” عام 1937.

على الصعيد الشخصي، تزوج عبد الغني السيد من ابنة أحد الباشاوات في عهد الملك فاروق، لكن الزواج لم يستمر سوى أسبوع واحد قبل أن يصدر الملك قراراً بالطلاق، ليمنع -كما قيل- زواج “مغنواتي” من طبقة النخبة.

وكانت نهاية الفنان مأساوية، حيث توفي في منزل صديقته الفنانة تحية كاريوكا إثر خلاف بينهما أدى إلى انفعاله وسقوطه مغشياً عليه، ونُقل إلى مستشفى العجوزة الذي كان يعاني من نقص في أسطوانات الأكسجين، ولم تُجدِ محاولات إنقاذه التي ناشد فيها الموسيقار علي إسماعيل الجمهور عبر جريدة الأهرام، ليرحل عن عمر يناهز 54 عاماً.