دراسة ألمانية: التعرض لإضاءة خافتة في الصباح يزيد من مستويات الكورتيزول

توصل باحثون من مستشفى سانت هيدويج ومستشفى شاريتيه الجامعي في برلين إلى أن قضاء الصباحات تحت إضاءة منخفضة في الأماكن المغلقة لدى الشباب الأصحاء، يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في فترة ما بعد الظهر والمساء، ويؤثر على أنماط النوم بطريقة مشابهة للتغيرات المرتبطة بالاكتئاب.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة أبحاث الطب النفسي بعنوان “العيش في الظلام البيولوجي: آثار الإضاءة المنخفضة قبل منتصف النهار على مؤشرات الاكتئاب لدى الأشخاص الأصحاء”, أن اضطرابات النوم وحركة العين السريعة (REM) تظهر تغيرات واضحة مع التعرض للضوء الخافت، وهو ما قد يمثل مؤشرًا بيولوجيًا على قابلية الإصابة بالاكتئاب.

وشارك في التجربة 20 شابًا تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تعرضت لإضاءة منخفضة في الصباح، وأخرى لإضاءة فلورية عالية الشدة، بينما تم رصد أنماط نومهم وقياس مستويات الكورتيزول عبر عينات البول واللعاب على مدار 24 ساعة.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تعرضت للضوء الخافت شهدت ارتفاعًا كبيرًا في مستويات الكورتيزول مساءً، وانخفاضًا في إجمالي وقت النوم بحوالي 25 دقيقة، مع انتقال نشاط الموجات البطيئة العميقة إلى مراحل لاحقة من النوم، وهو نمط مشابه لما يُلاحظ غالبًا في حالات الاكتئاب.

في المقابل، أدت الصباحات المشرقة إلى نوم أطول وأكثر راحة في مرحلة حركة العين السريعة دون تغييرات ملحوظة في فترة كمون النوم أو كثافته، ما يؤكد أهمية الإضاءة الساطعة في الصباح للحفاظ على إيقاعات الهرمونات الطبيعية وجودة النوم، وتقليل احتمالات الإصابة بالاكتئاب.