إقبال غير مسبوق للشباب الألماني على الإسلام.. صمود غزة والسوشيال ميديا عوامل رئيسية

يشهد المشهد الديني في ألمانيا ظاهرة لافتة تتمثل في تزايد أعداد الشباب والشابات المقبلين على اعتناق الإسلام خلال السنوات الأخيرة، ما أثار اهتمام الباحثين والمؤسسات الدينية والأمنية على حد سواء.
وتكشف قصص التحول الشخصي، المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن أبعاد إنسانية وروحية عميقة، حيث يجد الكثيرون الطمأنينة والهُوية الجديدة في الإسلام.
ومن بين هؤلاء، “لِيا” التي تأثرت بالسماع للأذان لأول مرة، و”إيفا” التي وجدت في الإسلام إجابة لعقيدتها الدينية، و”ماكس” الذي ألهمه صمود سكان غزة لمراجعة مفاهيمه الروحية.
كما يعكس “سلمان”، الذي غيّر اسمه بعد اعتناقه الإسلام، كيف يمكن للقرآن أن يكون بداية جديدة بعد سنوات من التوهان والإدمان، في رحلة تحول روحية عميقة.
وتعد منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام بوابة رئيسية للشباب الألماني للتعرف على الإسلام، حيث تنشر آلاف الفيديوهات لتجارب “المسلمين الجدد”، فيما حذرت الأجهزة الأمنية الألمانية من استغلال بعض المؤثرين المتطرفين لهذه الظاهرة.
وأظهرت دراسة أن نحو 480 مسجدًا وأكثر من 100 مركز إسلامي كثّفوا حضورهم الرقمي لتقديم محتوى ديني موثوق، مساعدة الشباب على فهم الإسلام بطريقة منهجية، رغم التحديات المالية والخبراتية.
وتشير تقديرات بحثية إلى أن عدد المتحولين إلى الإسلام في ألمانيا يتراوح بين 10 آلاف و100 ألف سنويًا، في بلد يبلغ عدد سكانه 83.5 مليون نسمة، منهم 5.5 ملايين مسلم تقريبًا، نصفهم يحمل الجنسية الألمانية.
ويؤكد الخبراء أن التحولات الدينية لدى الشباب الألماني نتجت من مزيج من التجارب الشخصية، وتأثير الأحداث العالمية مثل صمود غزة، والسوشيال ميديا، بالإضافة إلى البحث عن هوية ومعنى الحياة.


تعليقات 0