سودان بلا مأوى وغذاء: 13 مليون شخص يواجهون المجاعة والفوضى وسط الحرب المستمرة

تشهد السودان منذ أبريل 2023 واحدة من أعنف الكوارث الإنسانية في العالم، مع تصاعد النزاع المسلح بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، ما تسبب في نزوح نحو 13 مليون شخص، بينهم أمهات يفررن مع أطفالهن وطلاب تفرق بهم السبل بعيدًا عن أسرهم، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية.
وقالت المنظمة، في تدوينة عبر منصة “إكس”، إن الأزمة الإنسانية تشمل كل فئات المجتمع تقريبًا، مؤكدة أن السكان يعيشون تحت وطأة معاناة هائلة، في ظل محدودية الموارد والمساعدات العاجلة المتاحة.
وأشارت إلى أن الدعم المقدم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ يسهم في تقديم حماية حيوية وإغاثة عاجلة للمتضررين، لكنه لا يفي بالاحتياجات المتزايدة.
وفي أحدث التطورات الميدانية، نزح 330 شخصًا من مدينة كادوقلي، مركز ولاية جنوب كردفان، بسبب تفاقم انعدام الأمن، متوجهين نحو محافظتي الرهد وشيكان بشمال كردفان.
ورغم هدوء نسبي في بعض المناطق، فإن الوضع الأمني لا يزال متقلبًا للغاية، بحسب فرق النزوح الميدانية.
الأزمة الغذائية وتحديات التمويل
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الجوع، مشيرًا إلى تقليص الحصص الغذائية اعتبارًا من يناير المقبل بسبب ضعف التمويل.
وستُخفض الحصص إلى 70% في المجتمعات التي تواجه المجاعة، و50% في المناطق المعرضة لخطرها، وهو الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة، مع تحذيرات من انقطاع كامل للإمدادات بحلول أبريل إذا لم يتم توفير تمويل إضافي.
ويواجه أكثر من 21.2 مليون سوداني مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، مع إعلان حدوث مجاعة في مناطق مثل الفاشر وكادوقلي، وسط مخاوف من امتدادها إلى 20 منطقة إضافية في دارفور وكردفان.
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 695 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لضمان استمرار تقديم المساعدات، وسط توقعات بأن 33.7 مليون شخص، بينهم 17.3 مليون طفل، سيحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة في 2026.
تهديد متصاعد للأطفال والنساء
وحذرت الأمم المتحدة من تزايد انتهاكات حقوق الأطفال في دارفور وكردفان، حيث يواجه 825 ألف طفل خطر سوء التغذية الحاد الوخيم، ويُعرّض 3.4 مليون طفل لأمراض قاتلة، بينما تواجه النساء والفتيات تصاعدًا في العنف القائم على النوع الاجتماعي وسط انهيار أنظمة الحماية.
في ظل هذه الكارثة، يبدو أن السودان يواجه مواجهة مزدوجة: حرب مستمرة تهدد حياة الملايين، وأزمة غذائية تهدد بقاءهم، ما يجعل الاستجابة الإنسانية عاجلة وحاسمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة وكرامة المدنيين.


تعليقات 0