العدد الأسبوعي الجديد من “مصر المحروسة” يسلط الضوء على الفن والأدب

أعلنت هيئة قصور الثقافة اليوم الثلاثاء عن صدور العدد الأسبوعي الجديد من مجلة مصر المحروسة الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تهتم بالآداب والفنون، ويترأس تحريرها د. هويدا صالح. ويتضمن هذا العدد مجموعة واسعة من الموضوعات الثقافية والفنية التي تتنوع بين الفن التشكيلي، الأدب، الدراسات النقدية، حوارات إبداعية، تراث شعبي، ومسرح، إضافة إلى ملفات حول الوعي البشري والتنمية الثقافية في مصر.
في باب “أمين ريان ما بين الريشة والقلم”، تناولت د. هويدا صالح في مقالها دور الفنان التشكيلي والروائي أمين ريان الذي نجح في المزج بين الفن التشكيلي والإبداع الأدبي. وأكدت رئيسة التحرير أن خصوصية مشروع ريان تتجلى في التلاقي الجدلي بين الرسم والكتابة، حيث تعكس نصوصه إحساس العين الرسامة في اللوحة: الألوان، الظلال، الحركة، وتكوين المشهد، وكل هذه العناصر تنتقل إلى بنية السرد لتمنح القارئ تجربة بصرية متحركة عبر الزمن. كما ركز ريان في أعماله مثل “مبيع الدقيق” و”حافة الليل” على الفئات المهمشة مثل الفقراء والعمال وسكان الأحياء الشعبية، محققا بذلك رؤية جمالية وإنسانية قوية، حيث أعطى صوتًا لمن لا صوت لهم.
وفي باب “ملفات وقضايا”، كتب محمد زين العابدين عن كتاب “الوعي الأولي بين إدريس وتحوت” للكاتب أحمد عطا، الذي يحاول إعادة طرح سؤال الوعي الإنساني، من بدايات إدراك الإنسان لنفسه والعالم المحيط به، وصولًا إلى تصوراته الروحية والفلسفية. ويرى زين العابدين أن الكتاب يقدم قراءة رمزية تجمع بين التراث الديني والإنساني، مستحضرا عبر شخصيتي النبي إدريس وتحوت المصري القديم بزوغ الوعي الأول في التاريخ البشري.
وفي باب “مواجهات وحوارات”، أجرى حسين عبدالرحيم حوارًا مع الكاتب إبراهيم فرغلي، تناول فيه الرؤى الفلسفية في أعمال نجيب محفوظ، بالإضافة إلى الإبداع الأدبي الخاص برواية فرغلي المميزة “قارئة القطار”، مستعرضًا أفكار الروائي وأسلوبه الفني في معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية.
أما باب “أطفالنا”، فقد كتب عبده الزراع عن الشاعر مجدي عبد الرحيم، واصفًا إياه بـ”شاعر الطفولة والكبار”، مشيرًا إلى انحيازه للبعد الإنساني والحميمي في أعماله، وكيف يغوص في أعماق النفس البشرية ليكشف الأحزان والآلام ويحولها إلى قصائد رقيقة وعذبة بلغة بسيطة وشفافة وعميقة في الوقت ذاته.
وفي باب “دراسات نقدية”، كتب الناقد الجزائري إبراهيم مليكي عن رواية “على سطح الجيران” للكاتب محمد كمال قريش، معتبرًا أن الرواية منذ صفحاتها الأولى تقدم لمسة من الغموض الرومانسي ممزوجة بواقع فلسطين المعاش، مقدمة بذور قصة عاطفية متشابكة مع القضايا الاجتماعية والشخصية.
وفي باب “كتب ومجلات”، كتب محمود الدخيل عن كتاب “أرواح لا تهزم” للكاتب المغربي مصطفى البوسعيدي، موضحًا كيف تتشابك الحكايات الفردية مع مأساة الوطن لتبرز الروح الإنسانية في مواجهة التحديات.
وفي باب “بوابات الوطن”، قدم حاتم عبدالهادي مقالا عن محافظة سيناء، مؤكدا على تنوعها الجغرافي والثقافي والبشري وأهميتها الاستراتيجية كونها جسرًا بين قارتي آسيا وأفريقيا وملتقى حضارات عبر آلاف السنين. كما أوضح أن التبادل الثقافي يعد محركًا أساسيًا لتعزيز التنمية الشاملة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وأن الثقافة ليست مجرد تراث شعبي بل هي مورد حقيقي يمكن الاستثمار فيه للنهوض بالمجتمع ودعم استقراره.
وفي باب “مسرح”، كتبت سارة الشرقاوي عن العرض المسرحي “جيزة 45″، معتبرة إياه قاطرة للتجديد المسرحي، ومشددة على قدرة المسرح المصري على احتضان جيل جديد من الفنانين لم يصقل بعد في قوالب الأداء التقليدية، مؤكدة على أهمية تنمية قدرات الشباب الإبداعية من خلال المسرح.
أما باب “تراث شعبي”، فكتب مصطفى عمار عن الأسطورة الشعبية “مسحور البحر”، بينما شاركت أمل زيادة مقالا بعنوان “كوكب تاني” في باب خواطر وآراء، محافظة على روتينها الكتابي المستمر في تحليل القضايا الاجتماعية والثقافية.
العدد الجديد من مجلة “مصر المحروسة” يعكس رؤية شاملة للتنوع الثقافي والفني في مصر، مع التركيز على مزج الإبداع الفني بالأدب، وتسليط الضوء على القضايا الفكرية والفلسفية، بالإضافة إلى ترسيخ قيمة الثقافة في التنمية المجتمعية.


تعليقات 0