واشنطن تفرض حصاراً نفطياً كاملاً على فنزويلا وتعلن استهداف ناقلات النفط

في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حصار شامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو القادمة منها، مهدداً باتخاذ إجراءات عملية لـ”استعادة النفط والأصول”.

يأتي هذا الإعلان في وقت يتصاعد فيه الوجود العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي، وسط تبادل الاتهامات بين البلدين وانتهاكات متبادلة للقانون الدولي.

أصدر الرئيس ترامب مساء الثلاثاء منشوراً رسمياً أعلن فيه فرض “حصار كامل وشامل” على الناقلات النفطية الخاضعة للعقوبات والمتاجرة مع فنزويلا، وذلك في إطار تصعيد حملة الضغط على حكومة نيكولاس مادورو. وجاء الإعلان بعد أسبوع من احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية متهمة إياها بالانتماء لشبكة شحن غير قانونية.

وردت الحكومة الفنزويلية بغضب على الإعلان الأمريكي، واصفةً إياه في بيان رسمي بأنه “تهديد متهور وخطير” ينتهك القانون الدولي ومبادئ التجارة الحرة وحرية الملاحة البحرية. وأكد البيان أن “الرئيس الأمريكي يعتزم فرض حصار بحري عسكري مزعوم على فنزويلا بطريقة غير منطقية، بهدف نهب ثروات وطننا”.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً ملحوظاً في الوجود العسكري الأمريكي، حيث تتمركز حالياً 11 سفينة حربية أمريكية في منطقة البحر الكاريبي – وهو أكبر تواجد بحري أمريكي في المنطقة منذ عقود.

ومع ذلك، يشير محللون عسكريون إلى أن هذا العدد يبقى غير كافٍ لفرض حصار بحري تقليدي يتطلب إغلاقاً كاملاً للسواحل الفنزويلية.

وتشير بيانات موقع “تانكر تراكرز” المتخصص إلى وجود أكثر من 12 ناقلة نفط خاضعة للعقوبات حالياً في المياه الإقليمية الفنزويلية، من أصل أسطول يقدر بحوالي 30 سفينة تنقل النفط الفنزويلي عبر العالم.

خلفية الأزمة

تمثل هذه الخطوة الأمريكية ذروة تصعيد مستمر منذ سنوات، حيث شن الجيش الأمريكي منذ سبتمبر عشرات الغارات على سفن يشتبه في نقلها مخدرات، مدعياً أن هذه العمليات تهدف لوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.

ويأتي إعلان ترامب بالتزامن مع تقرير لمجلة “فانيتي فير” نقلت فيه عن رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز قولها إن ترامب “يريد الاستمرار في تفجير السفن حتى يستسلم مادورو”، مما يعكس نبرة التهديد المتصاعدة من الإدارة الأمريكية.