17 ديسمبر 2025 23:06
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

اليمن الجنوبي على صفيح ساخن: تصعيد المجلس الانتقالي وإشارات نحو دولة الجنوب العربي

وسط تصعيد ميداني متسارع وتحركات عسكرية غير مسبوقة، أثار إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي إطلاق عملية عسكرية في محافظة أبين جدلًا واسعًا حول احتمالية إعلان كيان سياسي مستقل تحت مسمى «دولة الجنوب العربي».

تمدد عسكري خارج التوافقات السياسية

في الأيام الأخيرة، وسعت قوات المجلس الانتقالي انتشارها العسكري خارج نطاق مؤسسات الدولة المعترف بها، رافضة كل المبادرات لإعادة تموضع القوات وسحبها من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا.

وتمكنت القوات من فرض واقع جديد بالقوة في عدد من المحافظات الجنوبية، ما اعتبره محللون خطوة لترسيخ نفوذ سياسي وعسكري مستقل.

المشهد الميداني الحالي

أكد المجلس الانتقالي تمسكه بالسيطرة على محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، ويسعى حاليًا لتعزيز نفوذه في أبين بعد أن بسط سيطرته على عدن، العاصمة المؤقتة للجنوب.

وتزامن ذلك مع مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لقصر معاشيق الرئاسي، عقب انسحاب القوات المكلفة بتأمينه، ما يعكس قوة النفوذ الذي بات يتمتع به المجلس في الجنوب.

جذور «دولة الجنوب» التاريخية

منذ الاستعمار البريطاني وحتى الوحدة اليمنية، شهد الجنوب مسارًا تاريخيًا معقدًا. بعد رحيل آخر جندي بريطاني في 1967، تأسست جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ثم الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية كدولة اشتراكية، بقيادة الحزب الاشتراكي اليمني وفق أيديولوجية ماركسية-لينينية، قبل أن تتوج الوحدة اليمنية رسميًا عام 1990 بين الشمال والجنوب.

لكن الخلافات السياسية والصراعات المسلحة، أبرزها حرب 1994، أعادت إحياء المطالب الانفصالية في الجنوب، ما مهد الطريق لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في 2017، مستندًا إلى ما يصفه بـ«تفويض شعبي» للعمل على تحقيق طموحات الجنوبيين في الاستقلال السياسي.

القوة السياسية والعسكرية كأداة لتحقيق الهدف

يعتمد المجلس الانتقالي على «المقاومة الجنوبية» إلى جانب الحراك السياسي لتحقيق الانفصال وإعلان الدولة المستقلة، مع خطط لإعادة تنظيم مؤسسات الدولة الجنوبية وفق دستور وقوانين جديدة.

ورغم سيطرته الحالية على المحافظات الجنوبية، يبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كان المجلس سيكتفي بتثبيت نفوذه محليًا أم يسعى لتوسيع رقعة السيطرة إلى مناطق أخرى.

المستقبل المجهول

التطورات الأخيرة تجعل إعلان «دولة الجنوب العربي» خيارًا مطروحًا بقوة، وسط ترقب محلي وإقليمي لمسار الأحداث في اليمن خلال الفترة المقبلة، في وقت تبدو فيه السيادة الوطنية والتوازنات السياسية في الجنوب على مفترق طرق حساس.