18 ديسمبر 2025 00:45
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسرائيل تعزز تحالفها مع اليونان وقبرص لمواجهة النفوذ التركي في شرق المتوسط

كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن خطوات إسرائيلية لتعزيز تحالف استراتيجي مع اليونان وقبرص، يركز بشكل أساسي على التعاون في مجال القوات الجوية، في إطار إعادة ترتيب موازين القوى في شرق البحر المتوسط على خلفية تصاعد النفوذ التركي في الإقليم.

تراقب إسرائيل التحركات التركية المتنامية في المنطقة، سواء من خلال تعزيز وجود أنقرة في سوريا، أو مشاركتها في ترتيبات أمنية متعددة الجنسيات في غزة، أو توقيع اتفاقيات بحرية مع ليبيا، ما يمنح تركيا نفوذًا أكبر في المجالين البحري والجوي في شمال وشرق المتوسط.

وفق التقرير، كلّفت القيادة الإسرائيلية قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، وعددًا من كبار الضباط، بإجراء اتصالات مباشرة مع نظرائهم في اليونان وقبرص. وشملت الاجتماعات ثلاثية الأطراف بحث سبل تعميق التنسيق العملياتي، توسيع نطاق التدريبات المشتركة، وبناء منظومات دفاع جوي متكاملة لتعزيز قدرة الجيوش الثلاثة على العمل المشترك في حالات الطوارئ.

أبدت إسرائيل مخاوفها من احتمال قيام تركيا بخطوات لتقييد الممرات الجوية في شمال وشرق المتوسط، عبر نشر أنظمة رادار ودفاع جوي داخل الأراضي السورية، ما قد يقلص هامش حرية الحركة الجوية للطائرات الإسرائيلية فوق سوريا والعراق ولبنان، ويؤثر على المسارات المؤدية إلى إيران، والتي تُعد عنصرًا استراتيجيًا أساسيًا للعمليات الجوية بعيدة المدى.

تنظر إسرائيل إلى شراكتها مع اليونان وقبرص كتحالف طويل الأمد. فالجيش اليوناني يمتلك قوة جوية متطورة تشمل طائرات «إف-35» و«إف-16» المطوّرة، إلى جانب بنية تحتية تسمح بتدريبات جوية مشتركة معقدة. أما قبرص، رغم صغر حجم قوتها الجوية، فهي تمتلك قدرات مهمة في الطائرات العمودية وطائرات النقل، وموقعًا جغرافيًا استراتيجيًا جعلها أشبه بـ«حاملة طائرات ثابتة» في شرق المتوسط، ما يعزز البعد الاستراتيجي للتحالف الثلاثي.

ترى الأوساط الإسرائيلية أن الاجتماعات الأخيرة لم تكن مجرد تنسيق تقني، بل حملت رسالة سياسية وعسكرية مفادها أن إسرائيل ماضية في بناء شبكة تحالفات إقليمية لموازنة النفوذ التركي المتصاعد، وأنها لن تتوانى عن حماية مصالحها وموقعها الاستراتيجي في شرق البحر المتوسط.