21 ديسمبر 2025 18:41
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رحلة استعادة العرش الإفريقي: داخل معسكر منتخب مصر قبل مواجهة زيمبابوي

مع صافرة البداية يوم الإثنين المقبل، يفتح منتخب مصر صفحة جديدة في تاريخ أمم أفريقيا 2025، عندما يواجه زيمبابوي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية بمدينة أغادير المغربية، وسط مجموعة تضم أيضًا جنوب أفريقيا وأنجولا، في تحدٍ لا يقبل التراخي أو الحسابات المبكرة.

فالمستوى على الورق قد يبدو متوازنًا، لكن البطولة الحقيقية تعترف فقط بالجاهزية الكاملة والتركيز منذ الدقيقة الأولى.

وصلت بعثة الفراعنة إلى المغرب يوم الأربعاء الماضي، في أجواء من الانضباط والتركيز، بعد أن أنهى المنتخب استعداداته بانتصار معنوي على نيجيريا بهدفين مقابل هدف الثلاثاء الماضي في ستاد القاهرة، فوز أعاد الثقة ورفع سقف الطموحات قبل انطلاق المنافسات القارية.

من أغادير يبدأ الحلم، وعلى أرض المغرب يُختبر الطموح، وبين صافرة البداية والنهاية يسعى الفراعنة لاستعادة العرش الإفريقي بعد غياب طويل منذ 2010.

وانضم محمد صلاح وعمر مرموش، نجما ليفربول ومانشستر سيتي، إلى المعسكر الإثنين الماضي، بينما وصل مصطفى محمد مهاجم نانت الفرنسي مساء الأحد، ليكتمل المشهد ويبرز خليط الخبرة والشباب الذي يعتمد عليه المدير الفني حسام حسن.

وتضم قائمة المنتخب 27 لاعبًا موزعين بين حراسة المرمى: محمد الشناوي، أحمد الشناوي، مصطفى شوبير، محمد صبحي؛ الدفاع: محمد هاني، أحمد عيد، رامي ربيعة، خالد صبحي، ياسر إبراهيم، محمد إسماعيل، حسام عبد المجيد، محمد حمدي، أحمد فتوح؛ الوسط: مروان عطية، حمدي فتحي، مهند لاشين، محمود صابر، محمد شحاتة، إمام عاشور، أحمد سيد زيزو، محمود تريزيجيه، إبراهيم عادل، مصطفى فتحي؛ والهجوم: عمر مرموش، محمد صلاح، مصطفى محمد، صلاح محسن، وأسامة فيصل.

ودية نيجيريا.. اختبار استعادة الهيبة

الفوز على نيجيريا 2-1 لم يكن مجرد نتيجة ودية، بل محطة حاسمة منحت الجهاز الفني مكاسب فنية ونفسية هامة، بعد 9 سنوات من الغياب عن الانتصارات أمام النسور، آخرها في مارس 2016 بهدف رمضان صبحي. المباراة كانت اختبارًا لقدرة الفريق على مواجهة المنتخبات السريعة واللعب المباشر، حيث أظهر الفراعنة توازنًا دفاعيًا وانضباطًا تكتيكيًا، مع استغلال الفرص خلف الدفاع النيجيري، بما يعكس صورة قريبة جدًا لسيناريوهات البطولة.

قراءة فنية لخطة حسام حسن

يعتمد حسام حسن على عقلية مرنة، مع تغيير طريقة اللعب حسب طبيعة المنافس، دون التخلي عن الثوابت الأساسية: الصلابة الدفاعية والانضباط التكتيكي. يدرس المدرب اعتماد 3-4-3 لتقليل المساحات خلف الدفاع وزيادة الكثافة في العمق، مع منح الأظهرة حرية التحول إلى أجنحة عند الاستحواذ، في حين تُستخدم طريقة 4-3-3 في مباريات تتطلب استحواذًا أكبر. التركيز على الضغط المتوسط والعالي واستغلال المساحات كان واضحًا أمام نيجيريا، وهو الأسلوب المتوقع في البطولة.

محمد صلاح.. القيادة والطموح

القائد محمد صلاح يواجه تحديًا شخصيًا كبيرًا، بعد موسم مخيب مع ليفربول، وسعيه لاستعادة الهيبة التي طالتها الانتقادات مؤخرًا. صلاح لم يخف طموحه في الحصول على اللقب القاري، مؤكدًا أن رحلته مع المنتخب لم تنته بعد، ومشدداً على أن التتويج بكأس أمم أفريقيا هو الرسالة الحقيقية للجماهير التي ساندته طوال مسيرته.

مرموش وجيل جديد يقود الحلم

عمر مرموش يمثل ورقة هجومية قوية، بفضل سرعته وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، بينما يعتمد المنتخب على توليفة تجمع بين الخبرة والشباب، من الشناوي ومصطفى محمد وتريزيجيه، إلى زيزو وإمام عاشور وإبراهيم عادل، مما يمنح حسام حسن خيارات متعددة للتعامل مع سيناريوهات المباريات المختلفة.

المنافسة على اللقب

ترشح تقارير غربية مصر ضمن أبرز المرشحين للتتويج، مستندة إلى التاريخ العريق، وجود قائد بحجم صلاح، وجيل قادر على تحمل المسؤولية. وتعتبر البطولة الحالية فرصة لإسكات منتقدي اللاعبين، واستعادة الهيبة على الصعيد القاري، وسط منافسة قوية من المغرب، الجزائر، والسنغال، بينما تحلم منتخبات نيجيريا، كوت ديفوار، وتونس، بإحداث المفاجآت.

في كل لحظة من البطولة، سيكون على الفراعنة موازنة الطموح مع الحذر، واستغلال كل فرصة لصناعة التاريخ، فمن صافرة البداية إلى صافرة النهاية، سيكون كل هدف، كل تمريرة، وكل قرار، جزءًا من رحلة طويلة نحو استعادة المجد الإفريقي.