21 ديسمبر 2025 19:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

خالد مشعل يعيد رسم خريطة الصراع الفلسطيني: خطاب جديد بعد حرب غزة

رصدت أوساط بحثية وإعلامية إسرائيلية ما وصفته بـ”التحوّل” في خطاب خالد مشعل، عضو مجلس قيادة حركة حماس، في مرحلة ما بعد حرب غزة الأخيرة، معتبرة أن مداخلته الأخيرة شكلت إعادة صياغة شاملة لهوية الصراع الفلسطيني وأدواته وأهدافه.

وقالت رونيت مرزان، الباحثة في الشؤون الفلسطينية ضمن مجموعة أبحاث “تمرور-بوليتوغرافيا” وجامعة حيفا، إن خطاب مشعل الذي ألقاه خلال مؤتمر لمؤسسة القدس الدولية في إسطنبول، تجاوز توصيف الواقع العسكري والسياسي، ليقدم تصورًا شاملاً للنضال الفلسطيني كصراع وجودي متكامل، يربط بين غزة والقدس والمسجد الأقصى كمحور واحد للتهديدات والمخاطر، ويتجاوز الحدود الجغرافية التقليدية لفلسطين ليشمل البعد الإقليمي والعربي والإسلامي.

وأضافت مرزان أن مشعل قدم خارطة طريق أيديولوجية واستراتيجية جديدة، تركز على المقاومة كمدخل أساسي لاستعادة السيادة والكرامة والاستقلال، رافضًا الاعتماد على المسار الدبلوماسي والقانوني، ومؤكدًا أن حقوق الشعب الفلسطيني لا تُنتزع عبر المؤسسات الدولية بل تُفرض على الأرض.

وأشار الخطاب إلى أن تحرير القدس والمسجد الأقصى ليس هدفًا محليًا فحسب، بل رمز مركزي يمثل الخطوة الأولى نحو تحرير فلسطين والأمة العربية والإسلامية من منظومات “الهندسة الإقليمية” الإسرائيلية والغربية.

وفي هذا السياق، شدد مشعل على أولوية المساعدات الإنسانية وكسر الحصار، مع رفض أي محاولات لإخضاع غزة لأي وصاية أو إدارة خارجية، معتبرًا أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى حماية ومسار واضح نحو الاستقلال.

على المستوى الاستراتيجي، ربط مشعل بين السيادة والقوة العسكرية، معتبرًا أن “السلام لا يصنعه إلا الأقوياء”، وأن الخطاب السياسي لا يوازي الفعل الميداني. وقدمت مداخلاته رؤية متماسكة تؤكد أن الحقوق تُفرض على الأرض، مع توسيع نطاق الصراع ليشمل الضفة الغربية، الأسرى، وفلسطينيي الداخل عام 1948 كساحة واحدة لمواجهة التهويد والطرد.

كما دعا مشعل إلى تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، ليس كشعار أخلاقي، بل كشرط أساسي لتحقيق النصر، مؤكدًا أن غزة نموذج للتضحية والمبادرة، مستذكرًا محطات مفصلية مثل “سيف القدس” و”طوفان الأقصى”، محوّلًا الكلفة البشرية والمادية الباهظة إلى رمز للإنجاز والشرف في الخطاب المقاوم.

هذا التحول في خطاب مشعل يعكس إعادة رسم استراتيجية حماس بعد الحرب، حيث تمتزج الرؤية العسكرية، الوطنية، والدينية، لتشكّل إطارًا جديدًا يؤكد على المقاومة والوحدة والسيادة كأدوات رئيسية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني على الأرض.