“غالية علينا”.. حين تتحول التنمية في جنوب سيناء إلى مسؤولية مجتمعية يقودها المواطن

أطلقت محافظة جنوب سيناء مبادرة مجتمعية موسعة تحت شعار «غالية علينا»، تستهدف الحفاظ على المنشآت العامة والطرق والمشروعات القومية، باعتبارها ثروة وطنية لا تقل قيمة عن الموارد الطبيعية، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء.

المبادرة لا تكتفي بالشعارات، بل تضع المواطن في قلب المعادلة، مؤكدة أن حماية مقدرات الدولة مسؤولية جماعية لا تقتصر على الأجهزة التنفيذية وحدها، بل تتطلب مشاركة مجتمعية واعية تضمن استدامة التنمية وتعظيم الاستفادة من الاستثمارات التي ضُخت في مختلف مدن المحافظة.

ودعا محافظ جنوب سيناء المجتمع المحلي إلى التفاعل الإيجابي مع المبادرة، مشددًا على أن الحفاظ على الإنجازات التنموية يمثل الضمان الحقيقي لاستمرار الخدمات وتحقيق عائد تنموي طويل الأمد. وأوضح أن المبادرة تستهدف غرس قيم الانتماء والمسؤولية الوطنية، إلى جانب رفع الوعي بأهمية صيانة المرافق العامة وعدم التعدي عليها.

وأكد المحافظ أن الحملة انطلقت بالفعل في جميع مدن المحافظة، وتركز على إشراك المواطنين في مراقبة وحماية المشروعات، بما يحولهم من متلقين للخدمة إلى شركاء حقيقيين في التنمية، قادرين على حماية الأصول العامة وضمان فعاليتها على المدى الطويل.

وتتضمن مبادرة «غالية علينا» تنظيم حملات توعية ونظافة، إلى جانب إشراك الشباب والمتطوعين، مع تحديد الجهات الداعمة من الوزارات والهيئات الحكومية، وعلى رأسها وزارة البيئة، بالتنسيق مع المحافظة من خلال مشروع «جرين شرم».

كما تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على نتائج التنمية المحققة على أرض الواقع، مثل مشروعات الطرق الجديدة، ومشروعات المياه، والبنية التحتية، مع التأكيد على أن الحفاظ عليها ليس رفاهية، بل واجب وطني ومجتمعي.

وفي هذا السياق، أشار محافظ جنوب سيناء إلى إطلاق حملة لرفع الوعي البيئي بمنطقة السوق القديم بمدينة شرم الشيخ في يونيو الماضي، ضمن أنشطة مشروع «جرين شرم»، الذي يسعى لتحويل المدينة إلى نموذج للمدن الخضراء المستدامة.

ويُنفذ المشروع بالشراكة بين وزارة البيئة المصرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومحافظة جنوب سيناء، والمجتمع المحلي، وبدعم من مرفق البيئة العالمي (GEF)، حيث يعتمد على تطبيق تقنيات تقلل الانبعاثات الكربونية، وتعزز الإدارة الذكية للمخلفات، وتحمي الموارد البيئية الفريدة التي تتمتع بها المنطقة.

تحمل «غالية علينا» رسالة واضحة مفادها أن التنمية لا تكتمل إلا بالحفاظ عليها، وأن المشروعات القومية لن تؤتي ثمارها دون وعي مجتمعي يحميها من الإهمال أو التعدي، في نموذج جديد يربط بين التنمية المستدامة والمشاركة الشعبية، ويضع جنوب سيناء على طريق مستقبل أكثر استقرارًا واستدامة.