23 ديسمبر 2025 07:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«تصعيد متبادل بين إيران وإسرائيل».. رسائل النار تدق طبول الحرب مجددًا في الشرق الأوسط 

عاد الشرق الأوسط إلى واجهة الأحداث الدولية مع تصاعد حاد في التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، مما أعاد طرح تساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.

تصاعد التهديدات والتصريحات الرسمية من الطرفين يضع المنطقة أمام سيناريوهات معقدة تتقاطع فيها مصالح الردع، حدود القوة، والدور الأمريكي الغامض، وسط مخاوف من امتداد أي مواجهة عسكرية محتملة لتشمل دولًا إقليمية أخرى.

الخطاب الإسرائيلي والقلق من البرنامج الصاروخي الإيراني
أكد خليل الحلو، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الخطاب الإسرائيلي الأخير لا يقتصر على الضغط الإعلامي بل يحمل رسالة مباشرة تحاكي التحركات العسكرية المحتملة، لا سيما مع تقارير عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن بحملة لضرب إيران مجددًا.

ويبرز القلق الإسرائيلي من البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، حيث تملك إيران نحو 1500 صاروخ باليستي مع قدرة إنتاجية تقدر بنحو 3000 صاروخ سنويًا، ما يجعل البرنامج الصاروخي مصدر تهديد عاجل لإسرائيل.

 عائق إيراني أمام السلام في الشرق الأوسط 
وأشار الحلو في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية» إلى أن جهود السلام الأمريكية تواجه عائقًا رئيسيًا يتمثل في إيران، التي تشكل الطرف الأبرز المعرقل لأي مسار للسلام.

ويستند ذلك إلى غياب مؤشرات على تواصل أمريكي إيراني مباشر، ودور إيران في تحفيز حماس وحزب الله على عدم الامتثال لخطة غزة وتطبيق القرار 1701.

كما أشار إلى أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الصادرة في نوفمبر حددت إيران كمسؤول مباشر عن عرقلة السلام، مع تراجع الانخراط العسكري الأمريكي المباشر لصالح حلفائها الإقليميين.

 الواقع الميداني يفرض نفسه
وانتقد الحلو المبالغة في خطاب رئيس الأركان الإسرائيلي حول حصار إيران أو تطويقها، معتبرًا أن الواقع الميداني لا يعكس هذا الطرح؛ حيث لا تزال إسرائيل تتحرك بحرية وتواصل ضرباتها.

ومع ذلك، يشير إلى تصاعد الاتهامات الإيرانية بتهريب السلاح إلى حزب الله والعراق، ويعتبر أن مواقف شخصيات أمريكية بارزة تعكس حالة توتر حقيقية يجب أخذها بعين الاعتبار.

التصعيد مرهون بالدور الأمريكي 
وأوضح الحلو أن إسرائيل لا تواجه عوائق اقتصادية أو داخلية حاسمة تمنعها من التصعيد، وأن الطرف الوحيد القادر على منع ضربة جديدة ضد إيران هو الولايات المتحدة.

وفي شأن ذي صلة، شكك مختار حداد، رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية، في تدخل أمريكي واسع، مستندًا إلى تجارب سابقة، مؤكدًا أن الدعم الأمريكي يقتصر عادة على الجوانب اللوجستية والأمنية دون خوض حرب شاملة.

رهان إيران على القدرات الذاتية
وشدد حداد على أن إيران لا تعتمد على دعم أمريكي أو حلفاء دوليين، مستحضرا تجربة المواجهة المباشرة مع إسرائيل خلال حرب الاثني عشر يومًا، حيث اعتمدت طهران على قدراتها الذاتية في الدفاعات الجوية والقوة الصاروخية.

كما أكدت إيران على الاستمرارية في قيادة قواتها وتعويض أي خسائر قيادية، مع الحفاظ على استقرار لبنان واليمن وعدم توسيع رقعة الصراع.

سيناريو المواجهة المقبلة
وخلص التحليل إلى أن إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها في المواجهات السابقة، بينما تمكنت إيران من ضرب أهداف واسعة داخل فلسطين المحتلة. ورغم جدية التهديدات الإسرائيلية، يبقى أي تصعيد محتمل محدودًا زمنيًا، معتمدًا على توازن ردع فرضته الظروف الحالية ومعادلة القوة بين الطرفين.