مجموعة “حنظلة” الإيرانية تستهدف مؤسسات إسرائيلية بحملات كشف الهوية والتهديدات العلنية

شهدت الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل تصعيدًا جديدًا، حيث برزت مجموعة الهاكرز الإيرانية “حنظلة” كلاعب فاعل يستخدم الاختراقات الرقمية وحملات كشف الهوية والتهديد العلني كسلاح ضغط سياسي وأمني.
وتستهدف المجموعة المؤسسات البحثية والتكنولوجية وشركات الاتصالات، إلى جانب نشر أسماء وصور أشخاص يُزعم ارتباطهم ببرامج الدفاع الجوي الإسرائيلي، في محاولة لتحويل الصراع من ساحات المواجهة التقليدية إلى الفضاء الإلكتروني.
اختراقات واسعة وحملة RedWanted
في 22 أغسطس، نفّذت “حنظلة” سلسلة اختراقات ضد كيانات إسرائيلية، شملت معهد فايتسمان، كيبوتس ألموغ، شركة “إيرودريمز”، وشركة الاتصالات “099”، إضافة إلى مؤسسات إعلامية وشركات تكنولوجية أخرى.
كما كشفت المجموعة عن هويات 13 إسرائيليًا يزعم أنهم مطورون لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” و”آرو” و”مقلاع داوود”، ونشرت صورهم وأسمائهم، مع عرض مكافأة قدرها 30 ألف دولار لأي معلومات تُقدّم عنهم.
وتوجه “حنظلة” في منشور على مدونتها تحذيرًا شديد اللهجة للإسرائيليين، قائلة: “نظامكم لا يستطيع حمايتكم، خصوصيتكم مجرد وهم، وأمانكم مجرد سراب. من هذه اللحظة فصاعدًا، أنتم تحت المراقبة، والخوف لم يعد خيارًا، هذه هي واقعكم الجديد.”
الحملة التي تحمل اسم RedWanted تهدف إلى ترهيب المستهدفين وتهديد حرية تنقلهم، مؤكدة أن العالم أصبح يعرف هوياتهم وأنشطتهم، وأن الأصدقاء والداعمون للمجموعة أقرب مما يتصورون.
سلسلة حملات مستمرة وتهديدات فردية
منذ 18 أكتوبر، تُنشر قوائم أسبوعية تحتوي على أسماء إسرائيليين تدعي المجموعة أنهم جزء من برامج التسلح في تل أبيب. كما نشرت في الأسابيع السابقة صورًا لأشخاص وصفتهم بـ”الجثث” بينهم جنود من الوحدة الاستخباراتية 8200، وعرضت مكافآت تتراوح بين 10 آلاف و30 ألف دولار مقابل معلومات عن أماكن تواجدهم أو أنشطتهم.
ووفق صحيفة جيروزاليم بوست، تمتلك “حنظلة” قاعدة بيانات تضم قرابة 200 إسرائيلي، مزودة بصور ورسائل تهديدية فردية، وتُربط المجموعة على نطاق واسع بجهاز الاستخبارات الإيراني، حيث أفاد معهد القدس للاستراتيجية والأمن أن إيران تستخدمها منذ أواخر 2023، وقد نفذت أنشطة عدائية ضد أهداف إسرائيلية على مدى عامين تقريبًا.
نشاط دولي إضافي
لا تقتصر عمليات “حنظلة” على إسرائيل، فقد رصد جهاز الاستجابة السريعة الكندي (RRM Canada) في سبتمبر عملية اختراق وتسريب استهدفت خمسة صحفيين من قناة “إيران إنترناشيونال”، بينهم صحفي كندي، تضمنت نشر صور بطاقات هوية حكومية ومحتوى شخصي، بطريقة مماثلة لما حدث مع المهندسين الإسرائيليين.
ويُعد هذا الأسلوب من أكثر الاستراتيجيات الإلكترونية تطورًا وخطورة، حيث يجمع بين الاختراق التقني والضغط النفسي المباشر على الأفراد، ويعكس تحول الهجمات السيبرانية إلى أداة رئيسية في النزاعات الإقليمية المعاصرة.


تعليقات 0