24 ديسمبر 2025 01:50
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

هجوم شاطئ بوندي في أستراليا.. أب وابنه المتطرفان يفتحان ملف الإرهاب العابر للحدود

وسط بطولات فردية ملهمة

في واحدة من أكثر القضايا الأمنية صدمةً في أستراليا خلال السنوات الأخيرة، أعاد هجوم شاطئ بوندي الدامي تسليط الضوء على التطرف العنيف وخطورته العابرة للحدود.

الهجوم الذي نفذه أب وابنه، متأثران بأيديولوجيا تنظيم داعش، أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات خلال احتفال بعيد الأنوار اليهودي في سيدني، ليبرز جانبًا مأساويًا من الإرهاب الحديث وكيفية تداخل التطرف مع حياة الأفراد والمجتمع.

تفاصيل الهجوم ومسار التخطيط

أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، أن الأيديولوجيا المتطرفة كانت المحرك الأساسي وراء استعداد الأب وابنه للانخراط في قتل جماعي.

وأضاف أن العالم يعاني منذ أكثر من عقد من تصاعد تأثير تنظيم الدولة الإسلامية.

وأظهرت التحقيقات أن المهاجمين، ساجد ونويد أكرم، سافروا إلى الفلبين قبل تنفيذ الهجوم، حيث زارا مدينة دافاو جنوب جزيرة مينداناو، إحدى المناطق التي تشهد نشاط جماعات مسلحة متطرفة.

غادرا الفلبين في 28 نوفمبر 2025 متجهين إلى مانيلا، قبل العودة إلى سيدني، وفق بيانات مكتب الهجرة والترحيل الفلبيني.

مينداناو، ثاني أكبر جزر الفلبين، تُعرف بتاريخ طويل من التمرد المسلح، وكانت مسرحًا لسيطرة مسلحين موالين لتنظيم داعش على مدينة مراوي عام 2017، ما أدى إلى حصار دام عدة أشهر.

بطولات فردية وسط الفوضى

رغم الرعب والفوضى، برزت قصص بطولية فردية، أبرزها المواطن السوري أحمد الأحمد، الذي حاول مواجهة أحد المهاجمين الأعزل لإنقاذ الأرواح، ويتعافى حاليًا من إصاباته. وصفه ألبانيزي قائلاً: “شجاعته تُلهم جميع الأستراليين”.

كما وثقت كاميرات المراقبة لحظة اشتباك رجل وامرأة مع المهاجم قبل بدء إطلاق النار، وقد فقدا حياتهما أثناء محاولة التصدي له.

أسلحة وتخطيط دقيق

وعثرت الشرطة على سيارة مسجلة باسم نويد أكرم قرب شاطئ سيدني، تحتوي على علمين محليي الصنع للتنظيم الإرهابي وعبوات ناسفة، ما يعكس حجم التخطيط والدوافع المتطرفة وراء الهجوم.

وتعد حوادث إطلاق النار الجماعي نادرة في أستراليا، خاصة بعد حادثة بورت آرثر عام 1996 التي أودت بحياة 35 شخصًا وأسفرت عن إصلاحات صارمة في قوانين الأسلحة، بما في ذلك برنامج استعادة الأسلحة وفرض قيود مشددة على حيازة الأسلحة شبه الآلية.

مواجهة التطرف والمجتمع

يؤكد هذا الهجوم أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على الإجراءات الأمنية وحدها، بل تشمل شجاعة الأفراد وتماسك المجتمع في لحظات الخطر، ما يسلط الضوء على أهمية الوعي والاستعداد للتصدي للتهديدات العابرة للحدود.