«تحولت إلى كرة لهب بعد 42 دقيقة من إقلاعها».. تفاصيل تحطم طائرة رئيس أركان الجيش الليبي

شهدت ليبيا أمس الثلاثاء، حادثًا مأساويًا أودى بحياة الفريق أول ركن محمد الحداد، رئيس أركان القوات التابعة للمجلس الرئاسي، وعدد من مرافقيه، إثر تحطم طائرتهم في طريق العودة من العاصمة التركية أنقرة إلى طرابلس.

وأكدت حكومة الوحدة الوطنية إعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام في عموم البلاد، مع رفع العلم نصف السارية وتعليق جميع المظاهر الاحتفالية والرسمية، بينما فتحت السلطات التركية تحقيقًا شاملًا لمعرفة ملابسات الحادث، في وقت أعرب فيه قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر عن تعازيه لكافة ضباط ومنتسبي القوات المسلحة في وفاة الحداد.

تفاصيل الحادث

رصدت مقاطع فيديو سقوط طائرة محمد الحداد، رئيس الأركان في حكومة عبد الحميد الدبيبة الليبية، التي تحطمت قرب أنقرة مساء الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل قادة عسكريين ليبيين، وأظهر مقطع فيديو قطعا من حطام الطائرة بعد سقوطها.

كما كشف مقطع آخر نشرته وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية، لقطات لكاميرا مراقبة يعتقد أنها للحظة سقوط الطائرة، تظهر كرة لهب وتوهجا كبيرا يضيء ظلام الليل.

وبحسب ما أوردته وسائل إعلام تركية، فإن الطائرة الخاصة، من طراز “فالكون 50″، أقلعت من مطار أنقرة عند الساعة 17:10 بتوقيت جرينتش، وعلى متنها الحداد وأربعة من مرافقيه. وبعد مرور نحو 42 دقيقة من الإقلاع، انقطع الاتصال اللاسلكي بالطائرة عند الساعة 17:52.

وأوضحت السلطات التركية أن الطائرة التي كانت تقل الفريق الحداد ومرافقيه أبلغت عن حالة طوارئ بسبب عطل كهربائي بعد الإقلاع من أنقرة وطلبت الهبوط الاضطراري في مطار إيسنبوجا.

وعلى الرغم من توجيه مراقبة الحركة الجوية للطائرة نحو المطار واتخاذ جميع الاحتياطات، فقد اختفت الطائرة من على شاشات الرادار ولم يتم التواصل معها منذ ذلك الحين.

وعُثر لاحقًا على حطام الطائرة على بعد 2 كم من قرية كسيك كاواك في قضاء هايمانا، فيما شددت السلطات على ضرورة تجاهل التكهنات ونظريات المؤامرة حول سبب الحادث، مؤكدة استكمال التحقيقات بدقة متناهية.

المرافقون على متن الطائرة

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة من ليبيا، ضمت قائمة الضحايا، الفريق أول محمد علي الحداد، رئيس الأركان التابع للمجلس الرئاسي الليبي، الفريق ركن الفيتوري جريبيل، رئيس أركان القوات البرية، العميد محمود القطيوي، مدير جهاز التصنيع العسكري، محمد العصاوي دياب، مستشار رئيس الأركان العامة، والمصور محمد عمر أحمد محجوب، من مكتب إعلام رئاسة الأركان. ولا تزال التحقيقات التركية–الليبية المشتركة جارية لكشف الملابسات الكاملة للحادث وتحديد أسبابه الفنية.

وكان الحداد التقى في وقت سابق مع رئيس الأركان العامة التركي سلجوق بيرقدار أوغلو في مراسم رسمية بالعاصمة أنقرة قبل عودته إلى ليبيا.

ردود الفعل الرسمية

أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وفاة الحداد ومرافقيه ووصف الحادث بالفاجعة الأليمة، مؤكدًا أنه يمثل خسارة كبيرة للقوات المسلحة الليبية.

ووجهت الحكومة وزارة الدفاع بإيفاد وفد رسمي إلى أنقرة لمتابعة التحقيقات والتنسيق مع الجهات التركية المختصة لضمان استكمال الإجراءات القانونية والفنية المتعلقة بالحادث.

ومن جانبه، أعرب المشير خليفة حفتر عن حزنه البالغ للوفاة وقدم التعازي لضباط ومنتسبي الجيش، مشيدًا بتفاني الحداد وأداءه الواجب العسكري بكل أمانة ومسؤولية خلال مراحل دقيقة من تاريخ الوطن.

تأتي هذه الفاجعة في وقت حساس على الصعيد الإقليمي، بعد يوم واحد من قرار البرلمان التركي بتمديد فترة نشر الجنود الأتراك في ليبيا لعامين إضافيين.

ويظل التركيز الآن على استكمال التحقيقات لتحديد الأسباب بدقة واتخاذ ما يلزم لضمان سلامة الطيران والمسؤولين العسكريين في المستقبل، مع استمرار التعبير عن الحزن العميق لفقدان أحد أبرز قيادات القوات المسلحة الليبية.