القاهرة الخديوية..”باريس الشرق”التي تحكي تاريخ العمارة والهوية المصرية

تُعرف القاهرة الخديوية بأسماء متعددة؛ «القاهرة الإسماعيلية الحديثة» و«باريس الشرق»، وهي واحدة من أبرز الشواهد الحية على عبقرية التخطيط العمراني في مصر الحديثة.
أنشأها الخديوي إسماعيل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مستعينًا بالمعماري الفرنسي الشهير جورج هوسمان، صاحب مخطط باريس الحديثة، ليحمل قلب القاهرة روح أوروبا ممزوجة بالهوية المصرية.
وفي عام 1979، أُدرجت منطقة القاهرة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لما تمثله من قيمة حضارية وإنسانية استثنائية. وتمتد المنطقة على مساحة تقارب 32 كيلومترًا مربعًا على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتضم نحو 537 مبنى أثريًا مسجلًا، تحيط بها أحياء القاهرة الكبرى من مختلف الاتجاهات، في مشهد يعكس تداخل الماضي بالحاضر.
نسيج معماري متماسك
وصفت منظمة اليونسكو القاهرة التاريخية بأنها نسيج عمراني متماسك إلى حدٍ كبير، يحتفظ بروحه الأصلية رغم التحولات الزمنية، ويجسد تطور المدينة عبر قرون متعاقبة، ما يجعلها متحفًا مفتوحًا لفنون العمارة والتخطيط الحضري.
العمارة.. حجر الزاوية في التاريخ المصري
لطالما شكّل فن العمارة أحد أعمدة الحضارة المصرية، فمنذ عصور الفراعنة، أبدع المصريون في تشييد المعابد والمقابر والأهرامات والتماثيل التي لا تزال تدهش العالم حتى اليوم. واستمر هذا الإبداع في العصور اللاحقة، ليزخر التاريخ المصري خلال العصور الرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية بكنوز معمارية نادرة، تحكي كل قطعة منها فصلًا من تاريخ الإنسانية.
وتحتضن القاهرة الكبرى عددًا هائلًا من المواقع والمعالم الأثرية التي تعكس هذا التنوع الحضاري، وتؤكد مكانة مصر كحاضنة للتراث الإنساني العالمي.
تأسيس القاهرة
وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار، فقد تأسست القاهرة رسميًا عام 969 ميلاديًا على يد جوهر الصقلي، قائد جيش الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.
ومع مرور الزمن واتساع رقعة المدينة، اندمجت القاهرة مع العواصم الإسلامية القديمة التي نشأت في محيطها منذ الفتح الإسلامي عام 20هـ / 641م، وعلى رأسها مدينة الفسطاط، لتتشكل واحدة من أعظم الحواضر التاريخية في العالم.


تعليقات 0