«خطة النمر».. تفاصيل محاولات قادة نظام الأسد للعودة إلى حكم سوريا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عبر تحقيق استقصائي تناول محاولات قادة نظام بشار الأسد السابق للعودة إلى السلطة في سوريا، من خلال مراسلات وتحليل لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفق التحقيق، فإن هؤلاء القادة خططوا لتسليح مقاتلين وممارسة نفوذ دبلوماسي يصل إلى واشنطن بهدف تقديم أنفسهم كبديل محتمل للحكم في حال فشل أحمد الشرع ونظامه في السيطرة على البلاد.
سهيل الحسن وكمال الحسن: الشخصيتان الرئيسيتان في خطة العودة
وتضمنت الأسماء الواردة كبار رؤساء أجهزة الاستخبارات والجنرالات الذين أمضوا أكثر من عقد في قمع الانتفاضة الشعبية في سوريا، وبعد فرارهم عقب انهيار النظام، يسعون الآن لتقويض الحكومة الجديدة وربما استعادة مناطق من البلاد.
وأظهرت المراسلات أنهم مصممون على استعادة نفوذهم، رغم خلافاتهم الداخلية، في بلد لا يزال يعاني توترات بعد 13 عامًا من الحرب.
من بين أبرز الشخصيات سهيل الحسن المعروف بـ«النمر»، وكمال الحسن الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، حيث تظهر الرسائل والمقابلات أنهم قاموا بتوزيع أموال وتجنيد مقاتلين وتأمين أسلحة، بينما غادر الجنرالان إلى المنفى في موسكو في ديسمبر 2024، مع استمرار قدرتهما على التنقل والسفر رغم العقوبات الدولية.
والتقى الحسن متعاونين معه في لبنان والعراق وحتى داخل سوريا، بينما زار كمال الحسن لبنان لمناقشة خططهم مع مساعدين ومجندين محتملين.
شبكة المقاتلين والأسلحة وخطط التمويل
وأوضحت المراسلات أن شبكة الحسن كانت تضم 168 ألف مقاتل، منهم 20 ألفًا لديهم إمكانية الوصول إلى رشاشات، و331 يمتلكون مدافع مضادة للطائرات، و150 بقذائف مضادة للدروع، و35 قناصًا ما زالوا يحتفظون بأسلحتهم، بينما كان الحسن يوقع رسائله بعبارة «خادمكم برتبة محارب مقدس». كما دعمت شبكة رامي مخلوف، ابن عم بشار الأسد، جهود الحسن المالية، وأرسل مبالغ كبيرة لعائلات علوية فقيرة في الساحل السوري بهدف تعزيز ولاء المقاتلين.
وعلى الرغم من أن بعض المسؤولين السوريين قللوا من خطورة أي تمرد محتمل، إلا أن الصحيفة أشارت إلى زيادة النشاط العسكري بعد أبريل 2025، عقب موجة عنف طائفية في الساحل السوري، حيث قُتل أكثر من 1,600 شخص معظمهم من العلويين، في أعقاب هجوم قوات النظام السابق على الحكومة الجديدة، مما منح قادة الأسد السابقين فرصة لتجنيد مقاتلين علوية.
نشاطات التمرد من المنفى وتأثير موجة العنف الطائفي
كما أظهرت المراسلات محاولات الحسن إنشاء شبكة نفوذ مالية وسياسية من خلال «مؤسسة تنمية سوريا الغربية» في بيروت، التي تقدم نفسها كجهة لدعم الأقليات السورية، مع تمويل اجتماعات ضغط في واشنطن عبر شركة «تايجر هيل بارتنرز» بمليون دولار، سعياً للحصول على حماية دولية للمنطقة العلوية.
مؤسسة تنمية سوريا الغربية وجهود الضغط في واشنطن
وشارك في هذه الاجتماعات مشرعون أمريكيون رفيعو المستوى، لكنها اقتصرت على لقاءات روتينية مع موظفي المكاتب دون اتخاذ أي خطوات رسمية لتغيير الوضع.
توازن النفوذ بين القوة العسكرية والدبلوماسية
يبين التحقيق أن الحسن يركز على بناء شبكة نفوذ أكثر من التركيز على تمرد مسلح، في حين يستمر كمال الحسن وغياث دلا في إدارة شبكات المقاتلين والأسلحة، مع إشراف مباشر على توزيع أموال وشراء معدات اتصالات عبر الأقمار الصناعية، في وقت لا يزال فيه المستقبل السياسي والأمني للساحل السوري هشا ومفتوحا على سيناريوهات متعددة.


تعليقات 0