«التهديد الإيراني واتفاق غزة».. ملامح لقاء فلوريدا المرتقب بين نتنياهو وترامب

يتجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فلوريدا الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع يكتسب أهمية كبيرة على صعيد الأمن الإقليمي؛ حيث يحمل نتنياهو معه معلومات استخباراتية محدثة حول برنامج إيران الصاروخي، الأمر الذي يسلط الضوء على تصاعد القلق الإسرائيلي من قدرات إيران العسكرية والتوترات المحتملة في الشرق الأوسط.
اللقاء يمثل خطوة استباقية تهدف إلى بحث سبل مواجهة تهديد محتمل للصواريخ البالستية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها.
تفاصيل الاجتماع والملفات المطروحة
ينوي نتنياهو خلال زيارته تقديم أحدث المعلومات الاستخباراتية حول إنتاج إيران للصواريخ البالستية، والتي يمكنها الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، بحسب مسؤول إسرائيلي لم تكشف صحيفة يديعوت أحرونوت عن هويته
. وأوضح المسؤول أن حجم الصواريخ الإيراني الهائل قد يشكل تهديدا مكافئا لدمار قنبلة نووية صغيرة في حال إطلاقه بكثافة، مؤكداً أن إسرائيل لن تقبل بهذا السيناريو ولن تتهاون في مواجهته إذا استلزم الأمر.
كما أشار المسؤول إلى أن اللقاء يهدف إلى بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق أمريكي مع إيران لوقف برنامجها الصاروخي، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد لاحتمال فشل المفاوضات.
التصريحات الإيرانية والقدرات الصاروخية
وفي الوقت نفسه، أكدت إيران أن برنامجها الصاروخي “غير قابل للتفاوض”، مؤكدة أن الصواريخ مخصصة للدفاع عن النفس والردع، وذلك في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.
وقد أشارت تقديرات سابقة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن إيران قادرة على إنتاج مئات الصواريخ شهريا إذا تمكنت من تشغيل مصانعها بكامل طاقتها، ما يعزز المخاوف الإسرائيلية من إمكانية تراكم مخزون صاروخي كبير في فترة قصيرة.
الاستعدادات الإسرائيلية قبل الاجتماع
عقد نتنياهو قبل سفره إلى الولايات المتحدة اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني لمناقشة التهديدات الإيرانية وملفات أمنية أخرى، وذلك في إطار الاستعدادات المكثفة للقاء ترامب.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو إلى الولايات المتحدة صباح الأحد، على أن يلتقي الرئيس ترامب بعد ظهر الإثنين بتوقيت الولايات المتحدة.
كما وصل سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى واشنطن يحيئيل ليتر إلى فلوريدا للقاء مستشاري ترامب وتحضير المحادثات، في خطوة تعكس الحرص الإسرائيلي على تقديم ملف متكامل يوضح حجم التهديد الإيراني وسبل التعامل معه.
إيران القضية المحورية
وقالت مصادر إسرائيلية وأمريكية إن إيران ستكون القضية المحورية في اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم نفي نتنياهو ذلك علنا.
وأضافت المصادر لصحيفة “إسرائيل هيوم” أن تصريح نتنياهو، الذي قال فيه إن الملف الإيراني ليس على رأس جدول الأعمال، جاء بهدف خفض التوقعات، إلا أن المحادثات ستركز فعليا على جهود طهران لإعادة بناء قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية والدفاع الجوي والبرنامج النووي.
وتتابع الولايات المتحدة وإسرائيل عن كثب ما تصفانه بمحاولات إيران استعادة هذه القدرات، مع تنسيق وثيق بين الجانبين واتفاق واسع على ضرورة إحباطها. وفق المصادر.
وأوضحت أنه من المتوقع أن تقدم إسرائيل خلال الاجتماع تقييما استخباراتيا حول وتيرة تعافي إيران.
وبحسب المصادر، تسعى إسرائيل إلى الحصول على موقف أمريكي واضح مفاده أن النظام الإيراني الحالي سيواصل، ما دام في السلطة، دعم جماعات مسلحة في المنطقة وتأجيج الصراعات، بما يعرقل الرؤية الأميركية الأوسع للشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الوزير السابق للشؤون الإستراتيجية رون ديرمر شارك في التحضيرات للاجتماع، لا سيما في الملف الإيراني.
غزة الموضوع الرئيسي الثاني
ويضم الوفد الإسرائيلي المتوقع كلا من القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي غيل رايش، ومستشار السياسة الخارجية أوفير فالك، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء رومان غوفمان، وسفير إسرائيل لدى واشنطن يحيئيل لايتر.
وذكرت المصادر أن غزة ستكون الموضوع الرئيسي الثاني على جدول الأعمال، مع بحث الانتقال إلى مرحلة جديدة من اتفاق وقف الحرب.
وفي وقت سابق، أعلن مكتب نتنياهو أنه سيلتقي ترامب في الولايات المتحدة، في 29 من ديسمبر الجاري لمناقشة خطط مستقبل غزة.
وستكون هذه الزيارة الخامسة لنتنياهو منذ يناير، وقد تمتد لأسبوع.


تعليقات 0