تصعيد عسكري أمريكي وقلق أوروبي وثروة الذكاء الاصطناعي تتصدر عناوين الصحف العالمية

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم الجمعة طيفًا واسعًا من القضايا الدولية الساخنة، عكست حالة من الاضطراب السياسي والأمني والاقتصادي، تصدرها التصعيد العسكري الأمريكي في إفريقيا، والجدل المتواصل حول سلوك الرئيس الأمريكي على منصات التواصل، إلى جانب تحولات كبرى في الاقتصاد العالمي مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، ومخاوف أوروبية متزايدة من تهديدات الدرونز والهجرة غير المنضبطة.

في الولايات المتحدة، هيمنت أخبار الضربات الجوية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا، بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد، على الصفحات الأولى للصحف.

ووصفت الإدارة الأمريكية العملية بأنها رد حاسم على هجمات استهدفت مدنيين، مؤكدة أن الضربات نُفذت بالتنسيق مع السلطات النيجيرية. غير أن محللين نقلت عنهم شبكة CNN أشاروا إلى تعقيد المشهد الأمني هناك، حيث طالت الهجمات في السنوات الأخيرة مسلمين ومسيحيين على حد سواء.

داخليًا، ركزت الصحف الأمريكية على النشاط المكثف لترامب عبر منصة “تروث سوشيال”، حيث نشر عشرات الرسائل خلال ساعات، هاجم فيها الديمقراطيين والإعلام، وأعاد إحياء مزاعم التزوير في انتخابات 2020، وأثار جدلًا واسعًا بتعليقات حادة حول الهجرة وقضية جيفري إبستين، في مشهد يعكس استمرار الاستقطاب السياسي داخل المجتمع الأمريكي.

وعلى صعيد السياسة الدولية، أبرزت التغطيات رد الفعل الروسي الغاضب على الإجراءات الأمريكية ضد ناقلات النفط الفنزويلية، إذ اتهمت موسكو واشنطن بإحياء “القرصنة” في البحر الكاريبي، مؤكدة دعمها الكامل للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين.

في بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على أزمة داخلية تضرب حزب العمال، بعد استطلاع رأي أظهر أن نسبة كبيرة من أنصاره ترى أن بقاء رئيس الوزراء كير ستارمر قد يضعف فرص الحزب الانتخابية، ما فتح الباب أمام تكهنات حول مستقبله السياسي وإمكانية تغييره.

اقتصاديًا، احتلت الطفرة غير المسبوقة في ثروات أثرياء وادي السيليكون مساحة بارزة في الصحف البريطانية، حيث كشفت تقارير عن إضافة أكثر من نصف تريليون دولار إلى ثروات كبار رجال التكنولوجيا خلال عام واحد، مدفوعة بالاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي.

وتصدر القائمة إيلون ماسك، إلى جانب قيادات شركات كبرى مثل إنفيديا، في ظل سباق عالمي محموم على تقنيات الرقائق ومراكز البيانات.

في بعد إنساني وروحي، نقلت الصحف البريطانية دعوة ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى الابتعاد المؤقت عن التكنولوجيا، معتبرًا أن “الديجيتال ديتوكس” بات ضرورة لاستعادة التوازن الروحي في عالم تهيمن عليه الشاشات.

أما الصحف الإيطالية والإسبانية، فقد ركزت على رسالة بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر، الذي ندد بالأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشيرًا إلى دمار واسع أجبر مئات الآلاف على العيش في خيام وسط البرد والمطر، وداعيًا إلى وقف العنف وفتح مسارات الحوار.

أوروبيًا، برز ملف الأمن والسفر بقوة، مع اقتراب تطبيق نظام التصريح الأوروبي المسبق للسفر ETIAS عام 2026، في خطوة تهدف إلى تشديد الرقابة على الحدود.

كما حذرت تقارير أمنية من تصاعد خطر الطائرات المسيّرة على المنشآت النووية والعسكرية في دول عدة، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى رفع مستوى التأهب وتطوير أنظمة مضادة للدرونز.