27 ديسمبر 2025 21:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

يوسف فخر الدين.. “جان السينما المصرية” بين الأناقة والحياة الصامتة فى ذكرى وفاته

لم يكن يوسف فخر الدين مجرد وجه وسيم يلمع على شاشة السينما المصرية، بل كان حالة فنية خاصة تجمع بين الأناقة الطاغية والحضور الهادئ، وبين حياة شخصية مثقلة بالخسارات والصمت.

ويصادف اليوم السبت 27 ديسمبر ذكرى وفاة هذا الفنان، الذي يُعد واحدًا من نجوم الزمن الجميل الذين امتلكوا كل مقومات النجومية ثم اختاروا الغياب في ذروة العطاء.

عرف يوسف بلقب “جان السينما المصرية”، نظرًا لملامحه الأوروبية وأناقته اللافتة التي جعلت منه فتى أحلام جيل كامل من الفتيات. ورغم ذلك، نشأ في أسرة شديدة الانضباط، حيث كانت تربيته صارمة ووالده معروفًا بالحزم، ما انعكس على شخصيته المتحفظة رغم سحر حضوره أمام الكاميرا.


قدّم فخر الدين أدوار الشاب الأرستقراطي المدلل والعاشق الرومانسي، وشارك كبار نجمات عصره مثل زبيدة ثروت، نادية لطفي، وسعاد حسني، وفرض حضوره في البطولات الجماعية دون أن يحصل على البطولة المطلقة.

بدأ مسيرته الفنية في خمسينيات القرن الماضي، وكان لشقيقته الكبرى مريم فخر الدين دور محوري في دخوله عالم السينما، حيث رشحته لأول أعماله ليتشارك معها التمثيل في فيلم “رحلة غرامية” (1957)، لتتحول الغيرة الطفولية إلى دعم متبادل وصداقة قوية.

شهدت حياة يوسف فخر الدين مآسي صامتة، كان أعنفها فقدان زوجته الفنانة نادية سيف النصر في حادث سيارة، ما أدخله في حالة اكتئاب عميقة.

رغم الشهرة، اختار الاعتزال بهدوء والهجرة إلى اليونان بعد زواجه من سيدة يونانية، بعيدًا عن الأضواء وعن السينما التي منحها شبابه، ليعيش سنواته الأخيرة في صمت قبل أن يرحل ويدفن في أثينا بمقابر المسيحيين لعدم وجود مقابر للمسلمين آنذاك، في مفارقة تلخص حياته بين عالمين.