بين “جماليات النص” وإرث “محمد جبريل”.. انطلاق جلسات “مؤتمر أدباء مصر” في سيناء

انطلقت فعاليات مؤتمر “أدباء مصر” في دورة استثنائية تعيد رسم خارطة الإبداع من فوق رمال سيناء الذهبية. لم تكن مجرد جلسات بحثية، بل تظاهرة فكرية تبرهن على أن الحرف المصري يظل هو حائط الصد الأول ومنارة التنوير في كل شبر من أرض الوطن.

تحت شعار “الكلمة كرسالة صمود”، انطلقت الجلسة البحثية الأولى لتغوص في أعماق “النص الشعري ومفردات الخصوصية الثقافية”.

أدار الجلسة باقتدار الكاتب فؤاد مرسي، حيث شهدت معارك نقدية ممتعة؛ فمن القراءة الجمالية لكتاب “الديوان” التي قدمها د. محمد عبد الباسط عيد، إلى هندسة المشهد الشعري عند “حجازي” برؤية د. حسام جايل، وصولاً إلى درة التاج: دراسة د. سمير محسن حول “الأدب السيناوي المعاصر”، والتي كانت بمثابة كشف أثري عن كنوز الإبداع المخبأة في صحاري سيناء.

وبالتوازي، كان نادي الأدب على موعد مع استعادة روح الكاتب الكبير محمد جبريل “شخصية المؤتمر”، في مائدة مستديرة أدارها أحمد فضل شبلول. وبمشاركة د. زينب العسال والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، تحول اللقاء من مجرد نقاش إلى استحضار لملحمة جبريل الأدبية التي ربطت بين أزقة الإسكندرية وقضايا الوطن، مؤكدين أن المبدع لا يمحل ما دام أدبه حياً في ذاكرة الأجيال.

بقيادة الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل، وأمانة الشاعر عزت إبراهيم، لا يقدم المؤتمر بحوثاً فحسب، بل هو “معمل متكامل” لصناعة المستقبل عبر:

ورش الدراما والسيناريو: حيث ينقل الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف خبراته في دراما الطفل، وتكشف د. أمل الجمل أسرار كتابة السيناريو.

كرنفال إبداعي: يشمل 11 جلسة بحثية وأمسيات شعرية وقصصية تجمع نخبة مثقفي مصر من أسوان إلى الإسكندرية.

إن انعقاد هذا المؤتمر في سيناء حالياً هو رسالة تسويقية للعالم بأن “أرض الفيروز” ليست فقط ساحة للبناء والتعمير، بل هي قبلة المثقفين والمبدعين ومركز الإشعاع الحضاري القادم.