27 ديسمبر 2025 22:07
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بصمة “المقدوني” في مستنقعات سويسرا.. اكتشاف أقدم عملتين ذهبيتين للكلت عمرهما 2300 عام

في كشف أثري أعاد رسم خريطة النقد القديم في أوروبا، نجح عالمان متطوعان في العثور على اثنتين من أندر وأقدم العملات الذهبية السلتية في سويسرا.

العملتان اللتان استقرتا في قاع مستنقع “بيرنفيلز” لأكثر من ألفي عام، لا ترويان قصة ثراء فحسب، بل تكشفان عن شغف القبائل السلتية بتقليد عظمة اليونان وتقديم أغلى ما يملكون لـ”المعبودات”.

تعود العملتان المكتشفتان إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، وهما من فئة “الستاتر” و”ربع الستاتر”. المثير للدهشة هو أن التصميم ليس بدائياً، بل هو محاكاة دقيقة لعملات فيليب الثاني المقدوني (والد الإسكندر الأكبر):

الوجه الأمامي: يحمل صورة جانبية منقوشة بدقة للإله اليوناني “أبولو”.

الوجه الخلفي: يُظهر عربة حربية يجرها خيلان، في تجسيد لروح القوة والانتصار.

يرى الخبراء في قسم الآثار بـ “بازلاند” أن هذه العملات لم تكن للتداول اليومي بين عامة الناس نظراً لقيمتها الفائقة، بل كانت تُستخدم في أغراض استراتيجية مثل:

رواتب النخبة: حيث تلقاها الكلت قديماً كأجور لعملهم كمرتزقة في الجيوش اليونانية.

أهداف سياسية: استُخدمت كهدايا دبلوماسية أو مهور ضخمة للزيجات السياسية.

طقوس دينية: رجح البيان أن وجودها في المستنقع لم يكن صدفة، بل وُضعت هناك عمداً كقرابين للمعبودات، حيث كان السلتيون يعتبرون المسطحات المائية بوابات للمقدس.

جاء هذا الاكتشاف بجهود “فولفغانغ نيدربيرغر” و”دانيال مونا”، وهما باحثان متطوعان، قادهما الفضول لمسح المنطقة بعد العثور سابقاً على 34 عملة فضية في الموقع ذاته.

وينضم هذا الاكتشاف إلى مجموعة حصرية جداً لا تتجاوز 20 مثالاً معروفاً لهذه العملات في تاريخ سويسرا بأكمله.

ومن المقرر أن تخرج هذه الكنوز للنور في معرض خاص بمدينة بازل في مارس 2026، لتكشف للجمهور أسرار الحقبة التي بدأت فيها القبائل السلتية صياغة هويتها النقدية الخاصة.