28 ديسمبر 2025 16:13
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تقرير 2025: القطب الشمالي يسجل أدفأ عام في التاريخ وظهور “أنهار الصدأ” ينذر بكارثة

كشف التقرير السنوي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لعام 2025 عن تحولات وصفت بـ”الدراماتيكية” في القطب الشمالي، مؤكداً أن المنطقة تعيش الآن حالة مناخية تختلف تماماً عما كانت عليه قبل عقود قليلة.

وبحسب التقرير الذي يشارك فيه مئات العلماء، فإن عام 2025 لم يكن مجرد عام دافئ آخر، بل نقطة تحول كشفت عن ظواهر بيئية مرعبة لم تُعهد من قبل.

سجل التقرير أن درجات الحرارة السطحية في القطب الشمالي من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر 2025 كانت الأعلى منذ بدء الرصد عام 1900.

وأوضح العلماء أن “خريف 2024″ و”شتاء 2025” احتلا المركزين الأول والثاني على التوالي كأكثر الفصول دفئاً، ما يعزز حقيقة أن القطب الشمالي يسخن بمعدل أسرع بمرتين إلى 4 مرات من المتوسط العالمي.

ظاهرة “أنهار الصدأ”.. صرخة من باطن الأرض

واحدة من أكثر الظواهر إثارة للقلق التي رصدها تقرير 2025 هي تحول أكثر من 200 نهر ومجرى مائي في ألاسكا إلى اللون البرتقالي اللامع، فيما عُرف بـ “صدأ الأنهار”.

السبب: ذوبان التربة الصقيعية (Permafrost) الذي يؤدي لإطلاق رواسب الحديد والمعادن الثقيلة إلى المياه.

النتيجة: ارتفاع حموضة المياه وتسمم البيئة المائية بالمعادن، مما يهدد الثروة السمكية ومصادر مياه الشرب للمجتمعات المحلية.

انحسار الجليد و”أطلسنة” المحيط

أشار التقرير إلى وصول الجليد البحري الشتوي في مارس 2025 إلى أدنى مستوى له في تاريخ سجلات الأقمار الصناعية (منذ 47 عاماً). كما برزت ظاهرة “الأطلسنة”، حيث بدأت مياه المحيط الأطلسي الأكثر دفئاً وملوحة في الزحف نحو أعماق القطب الشمالي، مما يضعف الطبقات الجليدية من الأسفل ويسرع وتيرة الذوبان.

ماذا يعني هذا للعالم؟

حذر العلماء من أن ما يحدث في القطب الشمالي ليس شأناً محلياً، بل هو “محرك” للتغيرات المناخية العالمية:

ارتفاع مستوى البحار: فقدان الأنهار الجليدية في جرينلاند وألاسكا يضخ مليارات الأطنان من المياه في المحيطات.

اضطراب الطقس: التغير في درجات حرارة القطب يؤثر على “التيارات النفاثة”، ما يؤدي لموجات حر أو عواصف ثلجية متطرفة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

إطلاق غازات الدفيئة: ذوبان التربة الصقيعية يحرر كميات هائلة من الميثان وثاني أكسيد الكربون المخزنة منذ آلاف السنين، مما يخلق حلقة مفرغة من الاحترار.

لقد أثبت تقرير 2025 أن “ثلاجة العالم” التي كانت تبرد الكوكب قد بدأت في التحول إلى مصدر للحرارة، ما يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً قبل أن تصل آثار هذه التغيرات إلى كل منزل على وجه الأرض.