29 ديسمبر 2025 07:24
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

اختبار جديد لعملية السلام.. لقاء ترامب ونتنياهو يحدد مصير غزة

تتجه الأنظار مجددا إلى البيت الأبيض مع اقتراب لقاء جديد يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لحظة سياسية شديدة الحساسية، حيث يقف اتفاق غزة عند مفترق طرق حاسم بين الاستمرار والانهيار، وسط تساؤلات فلسطينية وإسرائيلية ودولية حول إمكانية الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وما إذا كان هذا اللقاء سيفتح أفقا حقيقيا نحو التهدئة أم سيبقي المشهد أسير الغموض والتجاذبات.

توقيت الزيارة ودلالاته
تأتي الزيارة المرتقبة، وهي الخامسة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة، في وقت تكثف فيه إدارة ترامب والوسطاء الإقليميون مساعيهم لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة نحو مسار أكثر وضوحا وحسما، في محاولة لتثبيت التهدئة ومنع العودة إلى المواجهة الشاملة، رغم تعقيدات المشهدين الميداني والسياسي.

غزة في صدارة الاهتمام وملفات أخرى حاضرة
ورغم تأكيد ترامب أن ملف غزة سيكون محور اللقاء، إلا أن واقع السياسة الإقليمية يفرض ملفات أخرى على الطاولة، وفي مقدمتها إيران، ما يثير مخاوف من تراجع أولوية غزة لصالح حسابات إستراتيجية أوسع قد تعيد خلط الأوراق وتؤثر في مستقبل الاتفاق.

تشكيك فلسطيني في مخرجات اللقاء
عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح عدنان الضميري عبر عن تشكك فلسطيني واضح حيال نتائج اللقاء، معتبرا أن الغموض لا يزال يلف مسألة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وأن خطة ترامب نفسها تفتقر إلى الوضوح، ما قد يقود إلى وقف نار هش وانتقال مشروط لا يلبي تطلعات الفلسطينيين.

سيناريو لا حرب ولا سلام
ويرى الضميري أن الاحتمال الأقرب يتمثل في استمرار ما وصفه بلبننة غزة، أي بقاء الوضع في حالة لا حرب ولا سلام، مع استمرار عمليات عسكرية إسرائيلية محدودة، موضحا أن نتنياهو لم يعلن وقف الحرب بشكل كامل، بل اكتفى بوقف إطلاق نار في غزة مع مواصلة ضربات يعتبرها أمنية.

ترامب بين الإنجاز السياسي وحسابات نتنياهو
وبحسب الضميري، يسعى ترامب إلى تحقيق إنجاز سياسي يمكن توظيفه داخليا، وربما الدفع باتجاه المرحلة الثانية من الاتفاق، إلا أنه في المقابل لا يرغب في صدام مباشر مع نتنياهو الذي يواجه ضغوطا داخلية معقدة تهدد استقراره السياسي، ما ينتج عنه ضغوط محدودة ونتائج غير حاسمة.

الضفة الغربية في قلب المخاوف
ولا تقتصر المخاوف الفلسطينية على قطاع غزة فقط، بل تمتد إلى الضفة الغربية، حيث يحذر الضميري من إطلاق يد الحكومة الإسرائيلية في الاستيطان والتصعيد دون مساءلة، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية ترى أن نتنياهو يتحرك في الضفة بلا قيود، سواء عبر التوسع الاستيطاني أو سن القوانين الإسرائيلية.

غموض مشاريع ما بعد الحرب
وفيما يتعلق بمشاريع ما بعد الحرب مثل إدارة غزة أو نشر قوات دولية، يشير الضميري إلى أن هذه الطروحات لا تزال غير ناضجة، موضحا أن خطة ترامب لم تحدد طبيعة هذه القوات ولا مهامها ولا قواعد الاشتباك، الأمر الذي ينعكس سلبا على مجمل مسار الاتفاق ويزيد من حالة عدم اليقين.

تحذير من توسيع رقعة الأزمة
وفي ختام قراءته للمشهد، يحذر الضميري من احتمال لجوء نتنياهو إلى الهروب من استحقاقات غزة عبر فتح ملفات إقليمية أخرى مثل إيران أو لبنان، معتبرا أن الحرب تحولت إلى أداته الأساسية للبقاء السياسي والاستمرار في السلطة.