29 ديسمبر 2025 21:28
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الاحتلال يشرعن اقتحامات النهار لـ”قبر يوسف” بنابلس لأول مرة منذ ربع قرن

بقرار من "كاتس"

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عن قرار يقضي بتمديد مواعيد اقتحامات المستوطنين لمنطقة “قبر يوسف” بقلب مدينة نابلس لتشمل ساعات النهار، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2000.

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن هذا القرار جاء بعد اتفاق رسمي بين وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وعضو الكنيست المتطرف تسفي سوكوت، ورئيس قسم الاستيطان يشاي ميرلينغ.

ويقضي الاتفاق بفتح أبواب المقام التاريخي أمام المصلين اليهود من الليل وحتى وضح النهار، وهو إجراء لم يحدث منذ إخلاء المدرسة الدينية “يشيفا” من الموقع قبل 25 عاماً إبان انتفاضة الأقصى.

يأتي هذا القرار استكمالاً لسلسلة اقتحامات دامية شهدها الموقع مؤخراً؛ حيث وثقت التقارير الميدانية قيام جيش الاحتلال بفرض طوق أمني شامل على المنطقة الشرقية بنابلس، وإجبار نحو 50 فلسطينياً على إخلاء منازلهم في محيط القبر لتحويلها إلى ثكنات عسكرية. ولم تقتصر الاقتحامات على الصلوات، بل شملت إقامة حفلات موسيقية صاخبة والنفخ في الأبواق، بمشاركة قادة المستوطنين وأعضاء من الكنيست.

يقع المقام شرق مدينة نابلس، ويشكل بؤرة صراع دائم بين الحقيقة التاريخية والأساطير الاستيطانية:

الرواية الفلسطينية: تؤكد أن الموقع هو “أثر إسلامي” مسجل لدى الأوقاف، يضم ضريح الشيخ المسلم يوسف الدويكات الذي عاش في العهد العثماني، وكان المكان قبل عام 1967 مسجداً ومدرسة.

مزاعم الاحتلال: يدعي المستوطنون أن الموقع يضم رفات النبي يوسف التي نُقلت من مصر، وهو ما تنفيه بطريركية الروم الأرثوذكس وعلماء الآثار الذين أكدوا أن عمر البناء الحالي لا يتجاوز بضعة قرون.

فشرعنة الاقتحامات النهارية تحت حماية الجيش تمثل محاولة لفرض سيادة إسرائيلية كاملة على جيوب جغرافية داخل المدن الفلسطينية المصنفة (أ)، مما يقوض السلطة الفلسطينية ويدفع نحو مواجهات مباشرة مع المقاومة والأهالي الذين يعتبرون الموقع جزءاً لا يتجزأ من هويتهم الوطنية والدينية.