30 ديسمبر 2025 00:18
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

جيش الاحتلال يفتح تحقيقاً “تاريخياً” في فشل القضاء على حماس وتحييد غزة

أعلن جيش الاحتلال رسمياً عن إطلاق أوسع تحقيق داخلي في تاريخه، يهدف إلى تشريح الإخفاقات التي رافقت العمليات البرية في قطاع غزة منذ 27 أكتوبر 2023، والإجابة عن سؤال بات يطارد القادة والجماهير في إسرائيل: لماذا لم تُهزم حماس رغم حجم القوة المفرطة واستمرار الحرب لأكثر من عامين؟

وفقاً لما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن رئيس الأركان يعتزم عقد مؤتمر قيادي موسع لإطلاق مراجعة شاملة لا تقتصر فقط على الجوانب التكتيكية، بل تمتد لتطال “العقيدة القتالية” التي ثبت فشلها في مواجهة فصائل المقاومة.

التحقيق يأتي تحت ضغوط سياسية وشعبية هائلة، خاصة مع تزايد الغضب من تداعيات هجوم “السابع من أكتوبر” وبقاء الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

لن تتوقف “مقصلة المراجعة” عند حدود غزة، بل ستمتد لتشمل:

جبهة غزة: دراسة أسباب الفشل في السيطرة الكاملة على القطاع وتفكيك البنية العسكرية لحماس.

الجبهة الشمالية: تقييم الأداء القتالي ضد حزب الله في جنوب لبنان.

الضفة الغربية: مراجعة العمليات التي استهدفت مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم.

يركز التحقيق، الذي يُتوقع ظهور نتائجه الكاملة بحلول نهاية عام 2026، على أسئلة استراتيجية كبرى تضع القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال في قفص الاتهام:

غياب الخطط: لماذا فشلت القيادة في إعداد خطة شاملة للسيطرة على غزة رغم سنوات من التهديد بإنهاء حكم حماس؟

سوء التقدير: هل أثر وجود الأسرى الإسرائيليين الأحياء على فاعلية العمليات العسكرية أم كان التخبط نتاج ضعف استخباراتي؟

الفشل العسكري: كيف نجحت حماس في امتصاص “الصدمة البرية” وإطالة أمد الحرب إلى درجة استنزاف قدرات الجيش النظامي والاحتياط؟

المحللون العبريون يرون أن إرجاء نشر النتائج النهائية إلى أواخر عام 2026 قد يكون محاولة لامتصاص غضب عائلات القتلى، وتجنب الزلازل السياسية التي قد تطيح برؤوس كبيرة في الحكومة والجيش.

ومع ذلك، فإن التحقيقات الأولية بدأت بالفعل في تغيير مناهج التدريب وأساليب استخدام الأسلحة، في اعتراف ضمني بأن “الجيش الذي لا يُقهر” واجه واقعاً ميدانياً في غزة لم يكن مستعداً له.