سيناء بوابة مصر الشرقية وخط دفاعها الأول.. وتنمية أرض الفيروز يحميها من مخططات الخارجية

آخر تحديث :
سيناء أرض الفيروز
سيناء أرض الفيروز

في كتابه “سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا”، يلقي المفكر والجغرافي المصري الشهير جمال حمدان الضوء على أهمية شبه جزيرة سيناء، ويسلط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه في جغرافيا واستراتيجية مصر.

سيطرة أحد الأطراف على فلسطين تهدد خط دفاع سيناء الأول، في حين يتحكم من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط في سيناء، ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير. هذه الكلمات تجسد الأهمية الاستراتيجية لسيناء، التي تعتبر مدخلاً شرقيًا لمصر ومدخلاً لثلاث قارات.

سيناء، التي تحتل مساحة تقدر بحوالي 61 ألف كيلومتر مربع، تعتبر “معبراً” للجيوش في العصور القديمة، و”مسرحاً” لحروب مصر الحديثة. فقد شهدت معارك عديدة، بدءًا من حروب العصور القديمة حتى الصراعات الحديثة، وتمثلت ذروة الصراع في الانتصار العربي الوحيد على إسرائيل في حرب أكتوبر عام 1973.

وبالإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية، تمتلك سيناء أيضًا قيمة روحية كبيرة، حيث شهدت العديد من قصص الأنبياء والأحداث التاريخية الهامة للأديان السماوية.

اقتصاديًا، تعتبر سيناء ممرًا لقناة السويس، وهو الشريان الملاحي الرئيسي الذي يعبر من خلاله 12٪ من حركة التجارة العالمية. وتتمتع بموارد طبيعية غنية، بما في ذلك النفط والمعادن والموارد السياحية.

رغم أهميتها، عانت سيناء من التهميش التنموي لعقود طويلة، وشهدت تحديات أمنية بارزة، لكن السلطات المصرية تعمل جاهدة على تنمية المنطقة وتحقيق الاستقرار والأمن بها، من خلال مشاريع التنمية والبنية التحتية.

في النهاية، يظل دور سيناء محوريًا في تاريخ واستقرار وتنمية مصر، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.

ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي انتشرت تقارير تفيد بمحاولات مستمرة من إسرائيل لإجبار الفلسطينيين في قطاع غزة على النزوح والفرار نحو مصر، بهدف توطينهم في شبه جزيرة سيناء. هذه التقارير، التي انتشرت عبر وسائل الإعلام العالمية،

وأشارت التقارير إلى وجود خطة مزعومة تنسب لجهات إسرائيلية، تهدف إلى نقل السكان المدنيين في قطاع غزة – البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة – إلى “مخيمات” في سيناء، تليها بناء مدن دائمة وإقامة ممر إنساني.

وفي رد فعل حازم، أكدت مصر رفضها القاطع لهذه الخطط المزعومة. أدلى رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بتصريحات مناهضة لهذه الخطط خلال مؤتمر صحفي عُقد في شمال سيناء، حيث أكد أن مصر تستعد لحماية حدودها بكل الوسائل المتاحة. وأضاف مدبولي أن بلاده لن تتسامح مع أي محاولة لفرض وضع جديد عليها أو لتصفية قضايا إقليمية على حسابها، مؤكدًا أنها ستحافظ على سيادتها وأمنها بقوة.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وتأكيدًا على التزام مصر بموقفها الرافض لأي تدخل خارجي يهدد استقرارها وسلامة حدودها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.