23 يوليو 2025 11:14
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

خالد جلال يشعل افتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري بعرض استثنائي

المسرح بيفرحنا

أعاد المخرج الكبير خالد جلال سحر المسرح إلى الواجهة من خلال عرض افتتاحي فريد من نوعه، دشّن به فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، ليؤكد أن خشبة المسرح لا تزال قادرة على الدهشة والفرح، إذا ما قدّمها عشاقها الحقيقيون.

لم يكن العرض مجرد لوحة بروتوكولية تقليدية، بل حمل طابعًا تجريبيًا ساخرًا، استعرض خلاله جلال كواليس التحضير المحموم لليلة الافتتاح، مجسدًا نفسه كمخرج وممثل، ضمن مشاهد بدت كوميدية على السطح، لكنها كانت مشبعة بالصدق والوفاء لفن المسرح في العمق.

بهذه الجملة البسيطة والعميقة اختصر خالد جلال فكرته، في حوار عفوي جمعه بالفنان محمد رياض (رئيس المهرجان) وعادل عبده (مديره)، رافضًا الإفصاح عن تفاصيل العرض، في حبكة استعراضية داخل عرض، تنقل الحضور بين الترقب والضحك، في مشاهد حية تعبّر عن صراع الوقت والابتكار في كواليس العمل المسرحي.

تألقت الكوميديا السوداء في المشاهد التي جمعت جلال بالإعلامي والفنان جمال عبد الناصر، الذي لعب دوره الحقيقي كرئيس للجنة الإعلامية، حيث جسدت المشاهد صراعًا فكاهيًا حول سرية العرض، لينعكس من خلالها التوتر الخلاق بين الإعلام وصنّاع الفن داخل كواليس المهرجانات.

كما تألق الفنان عمرو عبد العزيز بخفة ظله المعتادة، مقلّدًا أصوات نجوم الزمن الجميل كـ سمير غانم وسناء جميل ويوسف داوود، ليفتح بوابة من الحنين إلى المسرح الكلاسيكي، ويحوّلها إلى لحظات ضاحكة، نابضة بالحياة.

لم يخلُ العرض من لحظات درامية مشحونة بالعاطفة، حيث قدّمت غادة طلعت وفاطمة محمد علي مونولوجات خالدة من أعمال سميحة أيوب، مستدعيتين زخمًا وجدانيًا لأيام المسرح الذهبي.

فيما جاءت ذروة التعبير بمونولوج “الكلمة” الذي قدّمه ميدو عادل، بصوت مصاحب من الفنان محمد عبده، في لحظة اختلطت فيها قوة الأداء بحضور النص، ليكون الختام الشعري والإنساني الذي يكرّس للمسرح كأداة مقاومة ضد النسيان.

ما جعل هذا العرض استثنائيًا بحق هو مشاركة عدد كبير من فناني مركز الإبداع الفني، والذين ظهروا على المسرح بأسمائهم وشخصياتهم الحقيقية، ليصبح العرض احتفاءً بالواقع بقدر ما هو تجسيد للخيال.

خالد جلال يشعل افتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري بعرض استثنائي - 1 - سيناء الإخبارية

شارك في العرض كل من: ميدو عادل، عمرو عبد العزيز، مريم السكري، غادة طلعت، حبيبة حاتم، فرح حاتم، إبراهيم طلبة، نادين خالد، مي حسين، شيما بن عشا، نهي فريد، خالد رسلان، أحمد وهبة، سيف أمين، أشرف كابونجا، محمد سراج، علا فهمي، محمد الغرباوي، فاطمة محمد علي، محمد عبده، جمال عبد الناصر، هالة الزهوي، محمد بهجت، عماد عبد المحسن وغيرهم.

اختُتم العرض بأغنية مسرحية حركية نابضة بالأمل، من كلمات محمد بهجت وألحان أحمد طارق يحيى، تحمل عنوان: “افتح ستاير مسارحنا”، تحوّلت خلالها الجملة إلى صرخة فرح جماعية، تُعلن انبعاث المسرح من جديد، وتدعو إلى عودة النور إلى كل خشبة مسرح في مصر.

عرض خالد جلال لم يكن مجرد احتفال، بل درس عملي في كيف يُصنع المسرح تحت ضغط الوقت ومن قلب العشوائية الإبداعية، وكيف يمكن تحويل الكواليس إلى رسالة حب صافية للمسرح وأهله.

بعبارته الشهيرة “المسرح بيفرحنا”، اختصر خالد جلال جوهر ما قدّمه، وأثبت أن المسرح لا يموت… بل يعود دائمًا أكثر قوة حين تُفتح له الستائر من جديد.