في تطور لافت يعكس جدية الأجهزة القضائية في التعامل مع وقائع العنف بين القُصّر، قضت محكمة جنح الطفل بمدينة السادس من أكتوبر، اليوم، بإيداع نجل الفنان محمد رمضان في إحدى دور الرعاية الاجتماعية، على خلفية تعديه بالضرب على زميله داخل نادي “نيو جيزة” الراقي بمدينة الشيخ زايد. القرار جاء دون تحديد مدة زمنية للإيداع، ما يفتح باب التأويل حول طبيعة المتابعة القضائية ومدى التزام الجهات المختصة بإجراءات إعادة التأهيل.
واقعة عنف داخل مجتمع مغلق
بدأت تفاصيل القضية حينما تقدمت سيدة ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة تتهم فيه نجل محمد رمضان، الطالب بمدرسة دولية خاصة، بالاعتداء على نجلها داخل نادٍ اجتماعي. الواقعة التي وقعت في بيئة نخبوية، أعادت تسليط الضوء على ظاهرة العنف بين المراهقين، لا سيما في الأوساط الاجتماعية المغلقة، التي يُفترض فيها الالتزام بقواعد سلوك صارمة.
محكمة الطفل وتطبيق القانون على الجميع
قرار المحكمة يُعد سابقة مهمة في قضايا مماثلة، إذ يؤكد مبدأ المساواة أمام القانون، خاصة عندما يتعلق الأمر بأبناء شخصيات عامة. كما أن المحكمة تجاهلت طلب الدفاع بتأجيل الجلسة بحجة “وعكة صحية” ألمّت بالمتهم، وقررت المضي قدمًا في إصدار حكمها، ما يشير إلى رغبة قضائية واضحة في الحسم وعدم التراخي.
غياب الفنان وردود الفعل
تغيب الفنان محمد رمضان عن حضور الجلسة، وهو ما أثار تساؤلات عن موقفه الرسمي من القضية، خاصة في ظل تزايد الاهتمام الإعلامي بالقضية. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من الفنان على قرار المحكمة، في وقت تتوالى فيه ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد لتطبيق القانون بحزم، ومتعاطف مع الطفل باعتباره “قاصرًا يحتاج التوجيه لا العقوبة”.
البعد الاجتماعي والنفسي
ويرى متخصصون في علم الاجتماع أن قرار الإيداع لا يُنظر إليه بوصفه إجراءً عقابيًا بحتًا، بل يحمل بُعدًا إصلاحيًا يستهدف إعادة دمج الطفل في المجتمع بقواعد سلوكية أكثر وعيًا. كما أن الواقعة تسلط الضوء على دور الأسرة والمدرسة والنادي في تقويم سلوك الأبناء، خاصة في ظل التأثير الكبير الذي تمارسه الشهرة والثروة على بعض المراهقين.
تأتي هذه القضية لتُذكر بأن العدالة لا تعرف الأسماء ولا المناصب، وأن القوانين وُضعت لحماية المجتمع من الانفلات السلوكي، مهما كانت الخلفية الاجتماعية للمتهم. ويبقى السؤال الأهم: هل ستدفع هذه الواقعة الأسرة المصرية لإعادة التفكير في أنماط التربية والرقابة على الأبناء، خصوصًا في ظل تصاعد مظاهر العنف بين المراهقين.
تعليقات 0