«المهن التمثيلية» تتحرك لحماية الفنانين من أشباح الذكاء الاصطناعي

أكد المستشار القانوني لنقابة المهن التمثيلية المحامي شعبان سعيد أن التطور التكنولوجي السريع وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، جعلا الفنانين أكثر عرضة للتجاوزات الرقمية من أي وقت مضى، موضحا أن النقابة رصدت خلال الفترة الأخيرة انتشار صور ومقاطع مزيفة لفنانات تظهرهن بصورة مسيئة وبملابس غير لائقة، وهي مواد يصعب على الجمهور في البداية التمييز بين حقيقتها، وما إذا كانت مُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي استدعى تدخل النقابة بشكل عاجل.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية على شاشة إكسترا نيوز أن اللجنة التي شُكلت قبل أربعة أشهر حصرت التجاوزات وتلقت بلاغات متعددة، وتم بالفعل تقديم عدد من الشكاوى للنيابات المختصة، وما زالت القضايا قيد الفحص والتحقيق، مؤكدا أن النقابة تواجه صعوبات كبيرة في تعقب مرتكبي هذه الجرائم بسبب غياب قوانين حديثة وسريعة ورادعة تنظم التعامل مع جرائم الذكاء الاصطناعي، إذ إن القوانين الحالية مثل قانون حماية الملكية الفكرية لعام 2002 وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات تتيح تقديم البلاغات فقط دون تمكين النقابة من ملاحقة الجناة بشكل مباشر.
وأشار إلى أن الجهات المختصة قد تتمكن أحيانا من التوصل إلى مرتكبي هذه الأفعال عبر أجهزتها الفنية، لكن الحسابات المستخدمة غالبا ما تكون من خارج البلاد أو تُغلق سريعا بعد نشر المحتوى، مما يجعل الوصول إلى المتورطين أمرا بالغ الصعوبة.
وأكد أن النقابة بصدد المشاركة في إعداد مشروع قانون جديد لتغليظ العقوبات المتعلقة بجرائم الذكاء الاصطناعي، خاصة أن أعضاء النقابة من أكثر الفئات المتضررة من هذه الأفعال، موضحا أن المشروع سيُعرض في بداية دورة مجلس النواب المقبلة بهدف وضع إطار تشريعي رادع يحمي الفنانين من عمليات التزييف الرقمي ويضمن محاسبة المتورطين.
وشدد على أنه في ظل القوانين الحالية فإن أي شخص يثبت تورطه في إنتاج محتوى مسيء سيعاقب جنائيا ومدنيا، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في القدرة على ضبط الجناة، مشيرا إلى أن جرائم الذكاء الاصطناعي أكثر زئبقية مقارنة بجرائم السب والقذف التقليدية وتتطلب أدوات تقنية وتشريعية أكثر تطورا لمواجهة هذا النوع الجديد من الجرائم.


تعليقات 0