ذكرى رحيل عمار الشريعي.. الموسيقار الذي ترك بصمة خالدة في عالم الموسيقى والفن

يحتفل عشاق الموسيقى اليوم، الأحد 7 ديسمبر 2025، بالذكرى الثالثة عشرة لرحيل الموسيقار الكبير عمار الشريعي، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2012 عن عمر ناهز 64 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا هائلًا من الألحان والتترات الموسيقية الخالدة التي صارت جزءًا من الذاكرة الجماعية للأجيال.

وُلد الشريعي في 16 أبريل 1948 بسمالوط محافظة المنيا، وتعلم في مدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، وحصل على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 1970.

رغم كف بصره، تلقى علوم الموسيقى الشرقية في مدرسته الثانوية وأتقن العزف على البيانو والأكورديون والعود والأورج، كما درس التأليف الموسيقي عبر المراسلة مع مدرسة هادلي سكول الأمريكية والأكاديمية الملكية البريطانية.

بدأ حياته العملية عازفًا للأكورديون عام 1970، ثم تحول للأورج، وشرع في التلحين حيث كانت أولى ألحانه “امسكوا الخخ” لمها صبري عام 1975.

أسس فرقة “الأصدقاء” عام 1980، وتولى وضع ألحان احتفالات أكتوبر للقوات المسلحة بين 1991 و2003، وعُين أستاذًا غير متفرغ بأكاديمية الفنون عام 1995.

تميز الشريعي بوضع الموسيقى التصويرية لأعمال بارزة في السينما، المسرح والتلفزيون، ومنها:

السينما: “الشك يا حبيبي”، “البرئ”، “البداية”، “حب في الزنزانة”، “حليم”.

المسرح: “رابعة العدوية”، “الواد سيد الشغال”، “إنها حقًا عائلة محترمة”.

التلفزيون: “الأيام”، “بابا عبده”، “رأفت الهجان”، “أرابيسك”، “زيزينيا”، “حديث الصباح والمساء”، “ريا وسكينة”.

كما اهتم الشريعي بأغاني الأطفال، وحاز على عدة جوائز عالمية منها جائزة مهرجان فالنسيا 1986، وجائزة مهرجان فيفييه بسويسرا 1989، بالإضافة إلى وسام التكريم من الطبقة الأولى من سلطان عمان وملك الأردن.

اكتشاف المواهب الفنية

لم تقتصر مساهماته على مؤلفاته الموسيقية، بل امتدت إلى اكتشاف ورعاية نجوم لاحقين.

فقد كشف الفنان الراحل سمير صبري عن الدور المحوري للشريعي في دخوله عالم الغناء، حيث كان يعزف على العود أثناء غناء صبري لأغاني ليلى مراد ومحمد فوزي، في جلسات حضرها أيضًا كبار الفنانين مثل محمد منير والشاعرين سيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي.

وكان الشريعي أول من قدم سمير صبري على منصة الأفراح، في تجربة أصبحت حكاية شهيرة، حيث شجعه على أداء أغنية “بطلوا ده واسمعوا ده”، التي تحولت إلى لحظة مليئة بالضحك والفكاهة أثناء حفل زفافه على الإعلامية ميرفت القفاص، مؤكدًا على روح المرح والوفاء التي ميزت شخصيته.