18 نوفمبر 2025 03:48
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ذكرى ميلاد «النمر الأسود».. كيف حطم أحمد زكي قيود السينما ليصبح أيقونة لا تنسى؟

تمر اليوم 18 نوفمبر ذكرى ميلاد النجم الراحل أحمد زكي، حيث ولد ولد في مثل هذا اليوم من عام 1946 بمدينة الزقازيق،  الذي شكل علامة فارقة في تاريخ السينما العربية.

لم يكن مجرد ممثل موهوب، بل كان ظاهرة استطاعت أن تغيّر النظرة السائدة في صناعة الفن، وفتحت آفاقا جديدة أمام الممثل العربي في التعبير عن واقعه وهويته.

أحمد زكي لم يكتف بتقديم أدوار، بل جعل من موهبته قوة تحول بها مسار الفن، وترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة المشاهدين والنقاد على حد سواء.

تحدي الصور النمطية في السينما

نجح أحمد زكي في كسر القوالب النمطية التي فرضها المنتجون والموزعون في السينما، والتي كانت ترى أن الممثل يجب أن يكون ذو شعر ناعم وبشرة فاتحة وعيون ملونة.

الممثل الأسمر استطاع أن يثبت أن الموهبة والصدق في الأداء أهم من الشكل الخارجي، وأن النجاح يمكن أن يتحقق رغم الصعاب.

واجه زكي صدمات كبيرة في بداياته، من بينها استبعاده عن الوقوف أمام النجمة سعاد حسني في فيلم الكرنك عام 1975 بسبب مظهره، وهو ما كان كفيلاً أن يثنيه عن التمثيل لولا إصراره وعزيمته.

مواجهة الإحباط بابتسامة

تحدث أحمد زكي في لقاء تليفزيوني قديم عن الأزمة التي واجهته في فيلم الكرنك، وكيف قال له الموزع السينمائي إنه لا يصلح للوقوف أمام سعاد حسني بسبب شكله وبشرته.

ورغم الحزن الذي شعر به، حاول زكي أن يخفي أثر الصدمة بابتسامة مصطنعة ونكات متفرقة، محافظا على إرادته القوية في مواصلة المشوار الفني.

دور الكرنك نقطة التحول

كان اختيار أحمد زكي لبطولة فيلم الكرنك مرتبطا بموهبته وتفوقه في المسرحيات السابقة مثل مدرسة المشاغبين، حيث لاحظ المنتجون قدرته على أداء الأدوار المعقدة.

شخصية إسماعيل في الفيلم كانت تعكس واقعا اجتماعيا وشخصيا قريبا من حياته، ووقوفه أمام سعاد حسني شكل نقطة تحول كبيرة في حياته المهنية، حيث اعتبرها فرصة القدر التي فتحت له أبواب الشهرة والفن.

الصعوبات المستمرة

لم تكن صدمة فيلم الكرنك هي الوحيدة التي واجهها أحمد زكي، فقد تم تقليص دوره في فيلم شفيقة ومتولي لصالح النجم محمود عبدالعزيز، وتوقف مشروع فيلم ثالث كان من المقرر أن يشارك فيه. ومع ذلك، ظل الفنان الأسمر صامدا، محافظا على شغفه بالتمثيل، رافعا سقف طموحه رغم كل الإحباطات والمحن التي واجهها في بداية مشواره.

الانطلاقة الحقيقية

تجلت موهبة أحمد زكي بشكل واضح من خلال مسلسله الشهير الأيام عام 1979 الذي جسد فيه حياة عميد الأدب العربي طه حسين، وحقق من خلاله اعتراف النقاد بمكانته الفنية.

بعدها قدم سلسلة من الأعمال السينمائية التي تركت بصمة في السينما العربية مثل البيه البواب، النمر الأسود، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، الحب فوق هضبة الهرم، موعد على العشاء، زوجة رجل مهم، الهروب، أحلام هند وكاميليا، شادر السمك، وغيرها.

فلسفة الاختيار الفني

كان اختيار أحمد زكي لأدواره مبنيا على الصدق في النص، والقدرة على تقديم رسالة جديدة للجمهور.

وصرح في أحد لقاءاته بأنه قبل أن يكون فنانا هو إنسان ومشاهد يعي الواقع، ويلاحظ الإيجابيات والسلبيات، ولذا يرفض أي عمل لا يجد فيه صدقا أو إضافة له، مؤكدًا أن قبول أي عمل مرتبط بالقيمة الفنية والرسالة التي يقدمها.