26 أكتوبر 2025 23:02
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رحلة هدى المفتي مع الجلطة المعوية.. طبيعة المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه

تحولت إصابة الفنانة هدى المفتي بفيروس كورونا من تجربة صحية عابرة إلى أزمة صحية كبرى غيرت مجرى حياتها، بعدما تطورت مضاعفات المرض إلى جلطة خطيرة في الوريد المسؤول عن تغذية الأمعاء.

وخلال استضافتها في برنامج “معكم منى الشاذلي”، تحدثت هدى عن تفاصيل تلك المحنة القاسية التي وصفتها بأنها كانت معركة حقيقية للبقاء على قيد الحياة.

روت هدى المفتي أن الأعراض بدأت بحمى مرتفعة وإرهاق شديد، قبل أن تفاجأ بآلام حادة في البطن تسببت في دخولها المستشفى على الفور، ليتضح بعد الفحوص إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء.

ومع تأخر العلاج، أصيبت الأنسجة بحالة من الغرغرينا استدعت تدخلا جراحيا عاجلا لاستئصال جزء من الأمعاء الدقيقة، لتقضي بعدها عدة أسابيع في العناية المركزة دون تناول الطعام أو الشراب، مما أدى إلى فقدانها الملحوظ للوزن.

ماهي الجلطة المعوية ؟

وأوضحت التقارير الطبية، بحسب موقع bloodclot المتخصص، أن الجلطة المعوية تعد من أخطر أنواع الانسدادات الدموية في الجسم، حيث يؤدي توقف تدفق الدم نحو الأمعاء إلى ما يعرف طبيًا باسم الخثار المساريقي، ويمكن أن تتكون هذه الجلطات في الشرايين أو الأوردة التي تزود الأمعاء بالأكسجين، مما يسبب تلفًا دائمًا في الأنسجة إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا.

تحدث التقرير عن آلية تكون الجلطات داخل الأمعاء، موضحًا أن الأوعية التي تغذي الجهاز الهضمي حساسة للغاية وتعتمد على تدفق مستمر للدم. وعندما يحدث خلل في عملية التخثر أو ضعف في الدورة الدموية، تبدأ كتل دموية صغيرة بالتكون، ومع تراكمها تغلق الأوعية فينقطع وصول الأكسجين إلى الخلايا.

وتزداد احتمالية الإصابة بهذه الحالة نتيجة لعدة أسباب، منها اضطرابات التجلط الوراثية، أمراض القلب وخاصة الرجفان الأذيني، أمراض الكبد، بعض أنواع السرطان، أو بعد العمليات الجراحية الكبرى في البطن، كما يمكن أن ترتفع الخطورة لدى النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل لفترات طويلة.

أما عن الأعراض التي تنذر بوجود الجلطة، فتبدأ عادة بآلام حادة ومفاجئة في البطن لا تتناسب مع نتائج الفحص السريري، وقد يصاحبها غثيان وقيء وإسهال، ثم تتطور الحالة إلى انتفاخ البطن وظهور دم في البراز مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

وفي الحالات المزمنة يشعر المريض بألم متكرر بعد تناول الطعام، يؤدي إلى فقدان الشهية والوزن تدريجيًا، بينما يمكن أن يتطور الوضع في غياب العلاج إلى موت جزء من الأمعاء وحدوث التهاب حاد في البطن يعرف بالتهاب الصفاق.

ويعد التشخيص المبكر حجر الأساس في إنقاذ حياة المصاب، إذ يعتمد الأطباء على فحوص متقدمة أبرزها الأشعة المقطعية للأوعية لتحديد مكان الانسداد، إلى جانب تصوير دوبلر بالموجات فوق الصوتية لمتابعة تدفق الدم.

وفي بعض الحالات يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الجلطات الوريدية،كما تجرى تحاليل الدم لقياس مؤشرات الالتهاب ونسبة اللاكتات التي تكشف عن نقص الأكسجين في الأنسجة.

أما عن العلاج، فيختلف حسب نوع الجلطة وموقعها ،ففي حالات الخثار الوريدي تستخدم مضادات التخثر مثل الهيبارين أو الأدوية الحديثة لتقليل خطر تكون جلطات جديدة.

أما في الجلطات الشريانية الحادة، فقد يستدعي الأمر إجراء جراحة لإزالة الجلطة أو إذابتها بالأدوية عبر قسطرة موجهة، وإذا تسبب الانسداد في تلف الأمعاء، يضطر الأطباء إلى استئصال الجزء المصاب لمنع انتشار العدوى وإنقاذ حياة المريض، وبعد مرحلة التعافي، ينصح المريض بمتابعة دورية لدى طبيب متخصص في الأوعية الدموية لتقييم احتمالية تكرار الجلطات.

وتؤكد التقارير الطبية أن الألم المفاجئ وغير المبرر لا يجب تجاهله مطلقًا، إذ يمكن أن يكون إنذارًا مبكرًا لجلطة خطيرة داخل الجسم، فالاكتشاف المبكر والعلاج السريع قد يمنعان مضاعفات تهدد الحياة مثل استئصال الأعضاء أو الوفاة.

وتبقى الوقاية عبر الحفاظ على نمط حياة صحي، والابتعاد عن التدخين، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وضبط ضغط الدم من أهم الوسائل التي تحمي الجسم من الجلطات الدموية وأخطارها القاتلة.