في ذكرى رحيله.. عمر الحريري «الأنيق الهادئ» الذي عاش للفن ومات على خشبته

يمر اليوم، الخميس 16 أكتوبر 2025، أربعة عشر عامًا على رحيل الفنان الكبير عمر الحريري، أحد أبرز رموز التمثيل في السينما والمسرح والتلفزيون المصري، الذي ترك بصمات خالدة في ذاكرة الفن العربي، ورحل في مثل هذا اليوم من عام 2011 بعد رحلة عطاء امتدت لأكثر من ستة عقود.
وُلد عمر الحريري وفي داخله عشق للفن لا يخمد، فكانت بدايته وهو طفل صغير حين شارك في فيلم «سلامة في خير» عام 1937 إلى جوار نجيب الريحاني، ليبدأ رحلة عشق حقيقية مع الشاشة. وبعد تخرجه من المعهد العالي لفن التمثيل العربي، انطلق نحو مسيرة حافلة بالأدوار المتنوعة التي جمع فيها بين الرقي والبساطة.
بدأ مشواره السينمائي الحقيقي عام 1950 بفيلم «الأفوكاتو مديحة» أمام مديحة يسري ويوسف وهبي، ثم توالت أعماله التي تجاوزت المائة فيلم، من أبرزها:«سكر هانم، نهر الحب، الرباط المقدس، الآنسة حنفي، رسالة غرام، ومعالي الوزير».
كان الحريري يتمتع بوجه هادئ وابتسامة واثقة جعلته يجيد أدوار «الرجل الرومانسي المثقف» دون أن يفقد حسّه الكوميدي الرشيق.
ارتبط الجمهور بعمر الحريري من خلال المسرح، حيث قدّم أكثر من 16 عملًا مسرحيًا، من أشهرها مع الزعيم عادل إمام «شاهد ما شافش حاجة» و«الواد سيد الشغال»، وظل مخلصًا للمسرح حتى آخر أيامه، إذ شارك في إعادة تقديم «فتافيت السكر» عام 2010، بعد 50 عامًا من عرض الفيلم الأصلي، مؤديًا هذه المرة دور الأب بحس إنساني عميق.
برع عمر الحريري في الدراما التليفزيونية عبر أعمال خالدة مثل: «أحلام الفتى الطائر»، «ساكن قصادي»، «شيخ العرب همام»، و«أوراق الورد» أمام الفنانة وردة الجزائرية.
وظل حتى آخر لحظة رمزًا للفنان المثقف الملتزم، الذي قدّم الفن رسالة راقية لا مهنة فحسب.
فقدت الساحة الفنية واحدًا من أكثر فنانيها رقيًا وهدوءًا، لكن أعماله لا تزال شاهدة على أن عمر الحريري عاش للفن ورحل عنه واقفًا، كما اعتاد أن يطلّ على جمهوره… بابتسامة نبيلة.
تعليقات 0