19 يونيو 2025 22:09
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

في ذكرى ميلاده.. حسن حسني “الجوكر الذهبي” الذي ملأ الشاشة حياة وبهجة

تحل اليوم الخميس 18 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان القدير حسن حسني، أحد أعمدة الفن المصري الذي وُلد عام 1931 بحي القلعة، وترك وراءه إرثًا لا يُنسى تجاوز 500 عمل بين المسرح والسينما والتليفزيون، ليحفر اسمه بحروف من ذهب في وجدان الجمهور المصري والعربي.

وُلد حسن حسني وسط أجواء شعبية في حي القلعة، وفقد والده مبكرًا، لينتقل مع أسرته إلى حي الحلمية الجديدة، حيث التحق بمدرسة الرضوانية. بدأ شغفه بالفن مبكرًا، وكانت انطلاقته من المسرح العسكري في الستينيات، لينتقل لاحقًا إلى مسارح الدولة مثل الحكيم والقومي والحديث، ويؤسس لأسلوب خاص في الأداء الكوميدي والدرامي معًا.

دخل حسن حسني السينما عبر دور صغير في فيلم “الكرنك” عام 1975، لكنه أثبت موهبته سريًعا في أدوار معقدة ومركبة، منها شخصيات الشر في “سواق الأتوبيس” و*”البريء”* مع المخرج الراحل عاطف الطيب.

ومع بداية التسعينيات، تحول إلى “تميمة حظ” لنجوم الجيل الجديد، مشاركًا في أنجح أفلامهم. تألق مع محمد سعد في 12 عملًا أبرزها “اللمبي”، ومع هاني رمزي في 9 أفلام، وظهر في 7 أفلام مع أحمد حلمي، و4 أعمال مع كريم عبد العزيز، ليصبح أيقونة الكوميديا الذكية والحضور الطاغي.

برع في التليفزيون أيضًا، واشتهر بأدواره في مسلسلات كلاسيكية مثل “أبنائي الأعزاء.. شكرًا” عام 1979، و*”المال والبنون”*، وقدم شخصيات لا تُنسى في “اللص الذي أحبه” و”أرابيسك” و”دموع صاحبة الجلالة”، ليؤكد أنه ليس نجم شباك فقط، بل ممثل حقيقي يجيد كل الألوان.

في 30 مايو 2020، رحل حسن حسني عن عالمنا إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 89 عامًا، لكنه لم يغب عن قلوب محبيه. فحتى بعد وفاته، لا تزال أعماله تُعرض وتُضحك وتُبكي وتُدهش، ويُتداول اسمه كرمز للبهجة الصادقة والحرفية العالية.

رحلة حسن حسني لم تكن مجرد سيرة فنان مخضرم، بل حكاية مصرية خالصة عن الموهبة والصبر والارتقاء من الهامش إلى المركز. سيظل “الجوكر” حاضرًا في كل مشهد يتطلب ممثلًا يعرف كيف يُضحك دون ابتذال، ويُبكي دون مبالغة، ويأسر القلوب دون مجهود.