من “سمراء النيل” إلى “هوانم جاردن سيتي”.. رحلة مديحة يسري الفنية والإنسانية في ذكرى ميلادها

تتزامن ذكرى ميلاد النجمة المصرية والعربية مديحة يسري مع اليوم الثالث من ديسمبر، حيث وُلدت في هذا التاريخ من عام 1921.

وقد رسّخت الفنانة مكانتها كواحدة من أيقونات السينما العربية الأكثر رقياً وحضوراً طوال تاريخها الفني الطويل، حيث تنتمي إلى الجيل الذهبي الذي قدّم إرثاً استثنائياً، مما أكسبها لقب “سمراء النيل” وذلك لجمالها الهادئ وأناقتها المتميزة.

وسارت يسري في مسيرتها بثبات واقتدار، لتنضم إلى مجموعة نادرة من النجمات اللاتي جمعن بين موهبة التمثيل والجمال والقدرة على أداء أدوار متنوعة تشمل المجال الرومانسي والاجتماعي والتراجيدي.

وقدمت العشرات من الأعمال السينمائية البارزة مثل: “ابن الحديد”، “أحلام الشباب”، “ممنوع الحب”، “قبلة في لبنان”، “شهر العسل”، “أحلام الحب”، “ابن الشرق”، “أرض النيل”، و”المستقبل المجهول”.

كما شاركت يسري في أفلام أخرى تركت أثراً كبيراً وأصبحت علامات فارقة في تاريخ السينما، مثل “لحن الخلود” و”حياة أو موت” و”خطاب من مجهول”.

ووقفت أمام العديد من نجوم الفن الكبار مثل رشدي أباظة وفريد الأطرش وأحمد مظهر وعبد الحليم حافظ، وكان حضورها على الشاشة دوماً لافتاً وراقياً.

ولم تكن مسيرتها الفنية قاصرة على السينما فقط، بل امتدت لتشمل الدراما التلفزيونية حيث تركت بصمة قوية من خلال أعمال مثل مسلسل “هوانم جاردن سيتي” الذي أعاد تقديمها لجمهور جديد وأظهر مدى نضجها الفني والإنساني.

وقد اشتهرت بقدرتها على تجسيد شخصية المرأة المصرية الأصيلة في مراحل عمرية مختلفة، مع الحفاظ على وقار الشخصية وإبراز عمقها الإنساني.

وعلى الصعيد الشخصي، عاشت الفنانة حياة حافلة بالأحداث السعيدة والأخرى المؤلمة،  تزوجت عدة مرات، كان من بينهم الفنان محمد أمين الذي شاركها بطولة أحد أشهر أفلامها.

كما مرت بتجربة فقدان ابنها الوحيد في حادث سيارة، وهو ما ترك أثراً عميقاً في حياتها، لكنها واجهت المحنة بقوة وإيمان وتفرغت بعدها للأعمال الخيرية والإنسانية.

وكانت يسري من أكثر الفنانات مشاركة في حملات دعم مرضى السرطان، حيث كانت تزور الأطفال المرضى بشكل متكرر وتتبرع بجزء كبير من دخلها لمؤسسات خيرية متنوعة، مما أكسبها احتراماً واسعاً داخل الوسط الفني وخارجه.

وحصلت الفنانة خلال حياتها على العديد من التكريمات والتقدير نظراً لمسيرتها الفنية الطويلة ومكانتها المرموقة.

كما تم اختيارها لعضوية مجلس الشورى اعترافاً بدورها الثقافي والاجتماعي المؤثر، مما يعكس مكانتها كشخصية عامة ذات تأثير يتجاوز الإطار الفني البحت.