16 ديسمبر 2025 20:00
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

من سور الأزبكية إلى نجومية الشاشة.. مسرحية واحدة رسمت مصير سامح حسين الفني

يحتفل الفنان سامح حسين، اليوم الثلاثاء، بعيد ميلاده، إذ وُلد عام 1975، في مناسبة تستدعي استعادة الرحلة الطويلة التي قادته من مقاعد الدراسة وكتب الأدب إلى خشبة المسرح وشاشة التليفزيون. رحلة لم تبدأ بالتمثيل، بل بالقراءة، وانتهت بحلم فني شكّل ملامح مسيرته بالكامل.

في سنوات الإعدادية والثانوية، كان سامح حسين مولعًا بالأدب والشعر، يقضي إجازاته بين أروقة سور الأزبكية، يشتري الكتب بأسعار زهيدة ويغرق في عوالم القراءة لساعات طويلة.

لكن لحظة فارقة غيّرت مسار حياته، حين وقعت عيناه على نص مسرحي في إحدى زياراته الأخيرة للسور، لتولد علاقة استثنائية مع المسرح، ويقرر أن يصبح جزءًا من هذا العالم.

من الحقوق إلى المسرح رغم شغفه بالفن، التحق سامح حسين بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، وحصل على تقدير «مقبول»، إلا أن المسرح ظل يسكنه.

انضم إلى فريق المسرح بكلية الحقوق، قبل أن ينتقل إلى كلية الآداب قسم المسرح، حيث بدأت ملامح احترافه تتشكل، خاصة بعد انضمامه إلى الدفعة الأولى بمركز الإبداع الفني، الذي أسسه المخرج خالد جلال، ليخوض تجربة فنية صقلت موهبته ووسّعت آفاقه.

جيل التأسيس وبداية الانطلاق كان سامح حسين من الجيل المؤسس لمركز الإبداع الفني، وشارك في تجارب مسرحية مهمة مع أسماء بارزة مثل بيومي فؤاد وياسر الطوبجي.

هذه المرحلة مثّلت نقطة التحول الحقيقية، وأسهمت في تطوير أدواته كممثل، ومهدت الطريق لانتقاله إلى عالم السينما والدراما.

من «لخمة راس» إلى نجومية الشاشة شكّل فيلم «لخمة راس» محطة مهمة في مسيرته، حيث فتح له أبواب الشهرة والتعرف الجماهيري، قبل أن يحقق انتشارًا واسعًا من خلال مسلسل «راجل وست ستات» إلى جانب أشرف عبد الباقي، ليصبح أحد أبرز وجوه العمل، مشاركًا في 7 أجزاء من أصل 10، في تجربة تُعد من أنجح المسلسلات الكوميدية في تاريخ التليفزيون المصري.

بطل دراما رمضان واصل سامح حسين حضوره القوي في الدراما الرمضانية، مقدّمًا بطولات لافتة في أعمال مثل «اللص والكتاب»، «زناتي مجاهد»، و«حاميها وحراميها»، وغيرها من المسلسلات التي أكدت قدرته على الجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، مع توسيع قاعدته الجماهيرية داخل وخارج موسم رمضان.

مغامرة الإنتاج ورسالة للأطفال في السنوات الأخيرة، خاض سامح حسين تجربة جديدة في مجال الإنتاج، من خلال مسلسل الكرتون «الكابتن عزوز» الموجّه للأطفال. ورغم المخاطرة التي تحيط بهذا النوع من الأعمال، حقق المسلسل نجاحًا ملحوظًا، دفعه لإنتاج جزء ثانٍ، إيمانًا منه بأهمية تقديم محتوى هادف للجيل الصاعد.

ويرى سامح حسين أن الأعمال المخصصة للأطفال تُعد من أخطر وأهم أنواع الفن، لما لها من تأثير مباشر في تشكيل الوعي والقيم، مؤكدًا أن الجمع بين الترفيه والتعليم هو الطريق الأمثل لبناء جيل جديد يحمل قيمًا وطنية واجتماعية راسخة، في ظل ما يشهده العالم من تحديات ثقافية وإعلامية.