نجلاء فتحي أيقونة الجمال الهادئ تحتفل بعيد ميلادها

يستعيد الوسط الفني في الحادي والعشرين من ديسمبر ذكرى ميلاد واحدة من أبرز رموز السينما المصرية، حيث تحتفل الفنانة نجلاء فتحي بعيد ميلادها، بعدما وُلدت في هذا اليوم من عام 1951، لتظل اسمًا حاضرًا في ذاكرة الفن العربي بوصفها نموذجًا للنجمة التي جمعت بين الموهبة والرقي والاختيار الواعي.

لم تعتمد نجلاء فتحي في مسيرتها على الحضور الشكلي فقط، بل صنعت مكانتها من خلال أدوار مدروسة عكست فهمًا عميقًا لقيمة الفن ورسائله، فتنقلت بسلاسة بين الأعمال الرومانسية والاجتماعية والإنسانية، وقدمت شخصيات واقعية لامست مشاعر الجمهور دون مبالغة أو تصنع.

وشهدت رحلتها الفنية تعاونًا مع كبار المخرجين وصنّاع السينما خلال فترة ازدهار حقيقية للفن المصري، حيث استطاعت أن تفرض نفسها نجمة من الصف الأول، بفضل قدرتها على الجمع بين الرقة والقوة، والأنوثة والعمق، في زمن كانت فيه المنافسة الفنية على أشدها.

وبدأت نجلاء فتحي طريقها نحو الشهرة عبر المنتج والكاتب عدلي المولد، وبدعم من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، قبل أن تظهر لأول مرة على الشاشة عام 1966 من خلال فيلم الأصدقاء الثلاثة، ثم قدّمها المنتج رمسيس نجيب كبطلة في فيلم أفراح للمخرج أحمد بدر خان، لتتوالى بعدها نجاحاتها.

ورغم ما حققته من شهرة واسعة وحضور جماهيري كبير، اختارت نجلاء فتحي في مرحلة مبكرة نسبيًا الابتعاد عن الأضواء، مفضلة حياة تتسم بالخصوصية والهدوء، في قرار عكس طبيعتها الشخصية التي تميل إلى البساطة والبعد عن الصخب الإعلامي.

ولم يكن هذا الابتعاد نهاية لمسيرتها في الوعي الجمعي، بل تحولت أعمالها إلى إرث فني باقٍ، يُعاد اكتشافه مع كل مشاهدة جديدة، ويؤكد أن حضور الفنان الحقيقي لا يقاس بكثرة الظهور، بل بصدق ما يقدمه ويتركه في وجدان الجمهور.