21 أغسطس 2025 23:17
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«نجيب محفوظ بين الزعماء: دموع على سعد زغلول وإعجاب بعبد الناصر وتحفظ على السادات»

يشير الكاتب محمد سلماوي في مقدمة كتابه «حوارات نجيب محفوظ» الصادر عن دار «الكرمة» بالقاهرة، إلى أن الهدف من هذه اللقاءات الصحافية مع أديب نوبل كان توثيق آرائه في مختلف القضايا المحلية والعربية والدولية بشكل منتظم في صحيفة «الأهرام»، كوثيقة تاريخية نادرة.
بدأت الحوارات في ديسمبر 1994 واستمرت على مدى 12 عاماً حتى رحيل محفوظ عام 2006، حيث كان سلماوي يزور منزله بالعجوزة مساء كل سبت ليسجل معه جلسة تمتد نصف ساعة أو أكثر بحسب حالته الصحية.

في تلك الحوارات، كشف محفوظ عن مواقفه من زعماء مصر قبل وبعد ثورة يوليو. تحدث عن سعد زغلول قائلاً إنه «بطل جيل كامل» رغم أنه لم يتمكن من رؤيته عن قرب، واستعاد طفولته حين شاهد ثورة 1919 من نافذته ورأى دبابات الاحتلال الإنجليزي تقتل الناس. وتحدث عن مصطفى النحاس باعتباره رمزاً للنزاهة والصلابة في مواجهة الاستعمار والملك، مشيراً إلى أنه عاش زعيماً بلا ثراء، حتى أن عبد الناصر خصص له راتباً لمساعدته في أواخر أيامه.

وعن الرئيس جمال عبد الناصر، وصفه محفوظ بأنه «زعيم غيّر مصر دون سفك دماء»، رافعاً الشعب درجات عدة بالقضاء على الإقطاع وإجراء إصلاحات تاريخية، لكنه لم يخف تحفظه على النزعة الديكتاتورية وأجهزة المخابرات في عهده. واستعاد لحظة سماعه خبر رحيله عام 1970 قائلاً: «في تلك اللحظة لم أرَ سوى مآثره».

أما أنور السادات، فذكر محفوظ أن عهده شهد المرة الوحيدة التي مُنع فيها من الكتابة عام 1973 بعد توقيعه مع توفيق الحكيم بياناً ضد «حالة اللاسلم واللاحرب»، لكن محفوظ أقر بأن السادات كان يعد لحرب أكتوبر ولم يشأ أن يحدث اضطراب داخلي قبل المعركة.

هذه الشهادات التي سجّلها سلماوي في نحو 500 ساعة صوتية تكشف وجهاً إنسانياً وفكرياً نادراً لنجيب محفوظ، ليس فقط كروائي حائز على نوبل، بل كضمير شاهد على تحولات مصر الكبرى في القرن العشرين.