ندوة بمكتبة الإسكندرية تسلط الضوء على رحلة العائلة المقدسة كمشروع قومي وسياحي وروحي

شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة فكرية متميزة بعنوان “مصادر رحلة العائلة المقدسة”، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، وذلك بحضور نخبة من الباحثين والمختصين بالشأن الثقافي والديني، حيث تم التأكيد على أن رحلة العائلة المقدسة في مصر تمثّل مشروعًا توثيقيًا وطنيًا يربط الماضي بالحاضر، ويعزز من مكانة مصر على خارطة السياحة الروحية العالمية.
الندوة، التي أدارتها النائبة منى عمر عضو مجلس النواب، استعرضت كتاب “رحلة الخير – العائلة المقدسة في مصر”، الصادر عن المركز القومي للترجمة، والمُتاح بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، باعتباره أحد الجهود التوثيقية الرائدة التي تعكس روح التعدد الديني والتسامح الحضاري في مصر.
وأكدت النائبة أن هذا المشروع القومي لا يقتصر على التوثيق فحسب، بل يحمل بعدًا اقتصاديًا مهمًا من خلال دعم السياحة الدينية، موضحة أن مسار العائلة المقدسة يُعد من أبرز مقومات هذا النوع من السياحة، ويمكن أن يسهم في زيادة تدفق الحجاج المسيحيين إلى مصر بما يعزز الدخل القومي، ويعيد التأكيد على رسالتها كأرض احتضان وسلام.
وخلال الندوة، قدمت الدكتورة ميري مجدي أستاذ الدراسات القبطية بجامعة الإسكندرية، شرحًا مفصلًا للمسار التاريخي والروحي الذي سلكته العائلة المقدسة داخل الأراضي المصرية، بدءًا من رفح شمال سيناء، ومرورًا بمحطات بارزة مثل الفرما وتل بسطا وسمنود ووادي النطرون والمطرية والمعادي، وصولًا إلى صعيد مصر حيث كانت محطات ديروط الشريف والبهنسا وجبل الطير ودير المحرق بأسيوط، والذي يُعد من أقدس محطات المسار قبل العودة.
كما تحدثت عن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لإحياء هذا المسار وتطوير نقاطه الـ25 الممتدة عبر 8 محافظات، إلى جانب إبراز المصادر القبطية التي وثّقت الرحلة بدقة مثل الميامر وسير القديسين والمخطوطات والآثار المحلية، ما يمنح هذا المسار قوة تاريخية وروحية وأثرية استثنائية.
من جانبه، أشار الكاتب الصحفي الدكتور أحمد إبراهيم الشريف، إلى أن كتابه يتجاوز التوثيق التقليدي، حيث سعى إلى تقديم سرد إنساني درامي يعكس روح المصريين واحتضانهم للعائلة المقدسة، في محاولة لإعادة تقديم القصة بما يخاطب وجدان القارئ ويُبرز البعد الإنساني للحدث التاريخي.
أما الدكتورة مونيكا ميمي، مترجمة النسخة الفرنسية من الكتاب، فقد وصفت تجربتها بأنها رحلة فكرية وروحانية عميقة، أكدت من خلالها أن الترجمة لم تكن نقلًا لغويًا فحسب، بل محاولة لإعادة بناء الرسالة في سياقها الثقافي والديني بما يتناسب مع المتلقي الغربي، معتبرة أن الكتاب يفتح أفقًا رحبًا أمام تنشيط السياحة الدينية وتعزيز الحوار بين الثقافات.
تعليقات 0