هوليوود نحن الضغط: ارتفاع التكاليف يدفع إلى تقليص الإنتاج

الضوء يخفت في مدينة السينما العالمية، حيث تواجه هوليوود واحدة من أعنف أزماتها بعد ارتفاع جنوني في تكاليف الإنتاج، وتراجع شهية المنصات العالمية للاستثمار، ما ينذر بتغيير جذري في شكل الصناعة ومستقبلها.
لم تعد الكاميرات تدور كما كانت، ولم يعد صدى التصفيق يتردد داخل استوديوهات هوليوود، إذ تعيش صناعة السينما والتلفزيون لحظة مفصلية بعد أشهر من الإضرابات الكبرى التي أربكت الجداول وأثقلت الكلفة، ورغم انتهاء الاحتجاجات، فإن ما بعد الإضراب بدا أكثر تعقيدًا مما توقّعه صناع القرار.
ووفقًا لتقرير حديث نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن السوق لم يستعد إيقاعه الطبيعي بعد، بل دخل مرحلة “الجمود المكلف”، وسط إحجام منصات كبرى مثل “نتفليكس” و”ديزني” عن تمويل أعمال جديدة، بفعل الحذر من تغير أذواق المشاهدين، وتزايد مخاطرة الاستثمار في محتوى غير مضمون.
التداعيات لا تقف عند حدود الشاشة، بل بدأت تضرب حياة آلاف الكتّاب والمخرجين والفنيين، الذين يواجهون خطر البطالة في قطاع كان يُعد الأكثر بريقًا في العالم.
وخلف الكواليس، ترتفع الأصوات المنادية بإعادة هيكلة النموذج الإنتاجي والتوزيعي، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
ويرى محللون أن الصناعة تمر بمرحلة “ولادة جديدة” لكنها مؤلمة، قد تُسفر عن نسخة مختلفة تمامًا من هوليوود، أقل اعتمادًا على الإنتاج الضخم، وأكثر ارتباطًا بالمخاطبة الدقيقة للجمهور العالمي عبر أدوات رقمية أكثر ذكاءً.
تعليقات 0