الصين تعيد رسم خريطة التجارة العالمية

كشفت وكالة “ستاندرد آند بورز جلوبال” عن تحول كبير في الاستراتيجية التجارية للشركات الصينية الكبرى، التي باتت تتجه بقوة نحو أسواق “الجنوب العالمي” لتنويع مصادر دخلها والابتعاد عن التبعية للأسواق الغربية، خاصة السوق الأمريكية. ويأتي هذا التحول مدفوعًا بشكل أساسي بالرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على البضائع الصينية منذ عام 2018.

ووفقًا لتقرير الوكالة، شهدت حركة التجارة بين الصين والجنوب العالمي، الذي يضم معظم الدول النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، نموًا هائلاً يفوق بكثير معدلات النمو مع بقية العالم. فبينما تضاعفت الصادرات الصينية إلى هذه المناطق منذ عام 2015، لم تزد صادراتها إلى الولايات المتحدة إلا بنسبة 28% وإلى أوروبا الغربية بنسبة 58% فقط.

وتشير الأرقام إلى أن الصين أصبحت تصدر ما قيمته 1.6 تريليون دولار سنويًا إلى الجنوب العالمي، وهو ما يزيد بأكثر من 50% عن إجمالي صادراتها للولايات المتحدة وأوروبا الغربية مجتمعتين. ولم يقتصر الأمر على الصادرات، بل ارتفعت واردات الصين من هذه الدول إلى تريليون دولار، أي ستة أضعاف وارداتها من الولايات المتحدة.

ولم يقتصر التحول على التجارة السلعية فحسب، بل شمل أيضًا زيادة الاستثمارات المباشرة، حيث تضاعفت استثمارات الشركات الصينية في جنوب شرق آسيا أربع مرات خلال العقد الماضي. وعلى الرغم من أن الرسوم الأمريكية كانت الدافع الأول لهذا التحول، إلا أن التقرير يؤكد أن العلاقات المتنامية والسياسات التجارية الميسّرة مع دول الجنوب العالمي كانت بمثابة عامل جذب أساسي.