النفط يقفز من جديد.. التوتر بين إيران وإسرائيل يدفع الأسعار لمستويات قياسية

سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا حادًا خلال تعاملات اليوم السبت 14 يونيو 2025، مدفوعةً بالتصعيد العسكري المتسارع بين إيران وإسرائيل، والذي أعاد إلى الواجهة مخاوف اضطراب إمدادات الطاقة عبر أحد أكثر الممرات النفطية حساسية في العالم: مضيق هرمز.
وارتفع سعر خام برنت متجاوزًا حاجز 88 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 84.2 دولارًا، وفق بيانات منصات التداول العالمية، وسط موجة شراء كثيفة تغذيها مخاوف من انكماش المعروض إذا توسعت رقعة الصراع لتشمل منشآت أو ممرات نقل حيوية.
يمر نحو 20% من الاستهلاك العالمي للنفط عبر مضيق هرمز، ما يجعل أي تهديد لأمن هذا الممر البحري الحيوي سببًا مباشرًا لاضطراب الأسواق، وقفز الأسعار، وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.
ووفق مصادر ملاحية، بدأت شركات شحن دولية بالفعل في إعادة تقييم مساراتها البحرية بسبب ارتفاع المخاطر التشغيلية، بينما تتزايد التحذيرات من احتمالية فرض عقوبات جديدة أو استهداف منشآت نفطية حيوية في إيران أو إسرائيل.
يرى محللون أن الأسواق تتحرك حالياً بدافع القلق الجيوسياسي أكثر من أساسيات العرض والطلب، مما يجعل التقلبات السعرية أكثر حدة، ويزيد من فرص الارتفاع المتواصل في الأسعار إذا لم تُفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لنزع فتيل الأزمة.
وأكدت تقارير اقتصادية أن استمرار التوترات في المنطقة قد يُحدث تأثيرًا مضاعفًا على الاقتصاد العالمي، الذي يئن بالفعل تحت وطأة تباطؤ النمو ومعدلات التضخم المرتفعة، الأمر الذي يعزز المخاوف من دخول الأسواق في مرحلة ركود تضخمي شبيهة بأزمات سابقة.
ويأتي هذا التصعيد في توقيت دقيق للغاية، حيث تتخذ البنوك المركزية الكبرى حول العالم قرارات حاسمة بخصوص السياسات النقدية، وقد يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى إعادة النظر في استراتيجيات خفض الفائدة أو تأخيرها، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.
تعليقات 0