تراجع بطالة الشباب..ومؤشرات صادمة تكشف أزمة بطالة الإناث

كشفت بيانات بحث القوى العاملة للربع الرابع من عام 2024 عن تراجع ملحوظ في معدلات البطالة بين الشباب، لا سيما في الفئة العمرية من 15 إلى 29 عامًا، والتي تُعد الشريحة الأكثر حساسية لتقلبات سوق العمل.
وفق التقرير الرسمي، بلغ معدل البطالة بين الشباب (15-29 عامًا) خلال الربع الرابع من 2024 نحو 14.2%، منخفضًا بمقدار:
1.8% مقارنة بنفس الربع من عام 2023
2.7% مقارنة بالربع ذاته من عام 2022
2.3% مقارنة بالربع الرابع من عام 2021
هذا التراجع اللافت يعبّر عن نجاح نسبي للسياسات الاقتصادية ومبادرات التشغيل التي تستهدف فئة الشباب في السنوات الأخيرة.
عند توسيع النطاق العمري للفئة محل الدراسة، تكشف الأرقام أن معدل البطالة للفئة من 15 إلى 39 عامًا قد انخفض إلى 9.7% فقط في الربع الرابع من 2024، مسجلًا:
تراجعًا بـ 0.9% مقارنة بـ 2023
انخفاضًا بـ 1.3% عن 2022
تقهقرًا بـ 1.6% عن عام 2021
واللافت أن الفارق بين معدلي البطالة للفئتين (15-29 و15-39) بلغ نحو 4.5 نقطة مئوية، ما قد يدل على تحسن قدرة الشباب على إيجاد فرص عمل كلما تقدموا في العمر، وانخفاض متوسط فترة البطالة مع زيادة الخبرة والتأهيل.
لكن خلف هذا التحسن الظاهري، تظهر فجوة صارخة بين الجنسين في سوق العمل، حيث تشير البيانات إلى أن معدل البطالة بين الإناث من الفئة العمرية 15 إلى 29 عامًا بلغ 34.7%، مقارنة بـ 9% فقط للذكور من نفس الفئة
هذه الأرقام تسلط الضوء على التحديات المركّبة التي تواجهها الشابات في سوق العمل، بدءًا من التمييز المجتمعي ومرورًا بـ غياب بيئة العمل الداعمة، ووصولًا إلى ندرة الفرص المتكافئة.
رغم التراجع الإيجابي في معدلات بطالة الشباب، إلا أن الفجوة بين الجنسين، وتفاوت فرص العمل باختلاف الأعمار والخلفيات الاجتماعية والتعليمية، تؤكد أن معركة التوظيف في مصر لم تُحسم بعد، وأن هناك حاجة ملحّة لتعزيز تمكين المرأة وتطوير مهارات الشباب بما يواكب سوق العمل المتغير.
تعليقات 0