تصاعد الصراع الإيراني-الإسرائيلي يدفع أسعار النفط للارتفاع.. ومخاوف من اضطراب الإمدادات  

شهدت أسواق النفط العالمية يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 موجة صعودية جديدة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.5% لتصل إلى 73.57 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.4% مسجلاً 72.06 دولار للبرميل. جاء هذا الارتفاع وسط مخاوف متجددة من تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، والذي دخل يومه الخامس، مما يهدد باضطراب إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، أحد أهم مصادر الطاقة العالمية.

وكانت الأسعار قد شهدت تراجعاً يوم الاثنين بنسبة تتجاوز 1% بعد تقارير أشارت إلى محاولات إيرانية لإنهاء الأعمال العدائية، إلا أن هذه الآمال تبددت بعد تصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي “الجميع” إلى إخلاء العاصمة الإيرانية طهران، مما أثار مخاوف من تصعيد عسكري واسع النطاق.

وتعكس تحركات السوق حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات وإطلاق نار كثيف من الدفاعات الجوية في طهران، بينما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب رداً على الهجمات الصاروخية الإيرانية. وتأتي هذه التطورات في وقت تعد فيه إيران ثالث أكبر منتج للنفط ضمن منظمة “أوبك”، مما يزيد من مخاوف تعطل الإمدادات وارتفاع الأسعار عالمياً.

من جانبها، علقت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في “فيليب نوفا”، على الموقف قائلة: “لا يزال الصراع بين إيران وإسرائيل قائماً، وتتمسك معنويات المستثمرين بمخاطر الحرب”. كما أشارت إلى أن اجتماع اللجنة الفيدرالية الأمريكية للسوق المفتوحة، المقرر يوم الثلاثاء، قد يزيد من تقلبات الأسعار بسبب توقعات المستثمرين حول سياسات الفائدة.

في سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن إدارة ترامب تدرس استئناف المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، في حين سلطت تقارير أخرى الضوء على حادثة تتعلق بالشحن في خليج عُمان، مما يزيد من مخاطر تعرض ناقلات النفط للتهديد في هذه المنطقة الحيوية.

وتظل الأسواق في حالة تأهب لأي تطورات جديدة، حيث يمكن أن يؤدي أي تصعيد إضافي إلى اضطرابات أكبر في سلاسل الإمداد النفطي، خاصة مع اعتماد الاقتصادات الكبرى على استقرار تدفقات الطاقة من الشرق الأوسط.